زيت القديسين…!

قبل يومين فازت إحدى الشركات بالمناقصة التي أعلنت عنها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لتوريد ٢٥ مليون ليتر زيت دوار الشمس، في الواقع لا يمكن لأحد أن يلوم الوزارة فهذا دورها في تأمين احتياجات السوق ، ولكن الأمر من جانب آخر يُمكن ان نسأل الحكومة وليس الوزارة، ألا يوجد ما هو اهم من الزيت؟ ، وهل اشتكى أحد من نقص زيت القلي رغم أن وزارة التجارة الداخلية كل ثلاثة أشهر وأحيانا أكثر توزع ليترا على كل عائلة وبفارق بسيط جدا عن سعره في السوق؟..
الزيوت النباتية متوفرة بكثرة ، ويمكن تعويضها بزيت الزيتون وغير ذلك، ولكن هناك ما هو اهم من الزيت بكثير والبدائل غير متاحة وأقصد الأدوية، المشافي توقف عملياتها بسبب نقص الدواء ، ورحلة المواطن في البحث عن الدواء تأخذ نصف نهار لكثير من الأنواع الدوائية وإن وجدها يكون السعر بأرقام فلكية وغالبا ما يعود للطبيب لتغيير الدواء.
الدواء اهم من الخبز والزيت وكل المواد الغذائية، وكان الأولى تخصيص مناقصة الزيت لتوريد الأدوية، ومن الأولى أن تستنفر الحكومة لدراسة موضوع توريد الأدوية ودعم صناعتها والوقوف عند التصنيع الدوائي الذي في كثير من الحالات لم يكن أكثر من خطوط تعبئة للأدوية والكميات الكبيرة التي كان يتم توريدها من المادة الفعالة، دليل ان بعض المعامل كانت خطوط تعبئة وليست تصنيعا، وهذا أضر بالمعامل الحقيقية وكان سببا لما نعانيه من نقص الأدوية اليوم.
المشافي أصبحت بحال حرج بغياب الأدوية النوعية واللازمة للعمليات الجراحية ، وبعض المشافي تُعطي أهل المريض قائمة الأدوية المطلوبة للعمل الجراحي لتأمينها من السوق لإجراء العمل الجراحي.. موضوع أدوية المشافي له شجن آخر ، فالموضوع له علاقة بطريقة التوريد التي حولها وزير الصحة السابق إلى مركزية في خطوة غير مفهومة وليس لها تفسيرات كثيرة وشجونها تشرحها، وإلغاء دور المشافي في تأمين احتياجاتها بشكل مباشر فقام من مشكلة المشافي وأوقف عمل بعضها.
هناك كثير من المناقصات غير ضرورية وهناك كثير من الطرق التي يتم قشطها واعادة تزفيتها وهناك كثير من مشاريع الترميم والتحسين والمرافق وخطوط الإنتاج التي يكلف تشغيلها أكثر من عوائدها ولا يغطي إنتاجها أكثر من حاجة الورديات التي تُشغلها، و هناك الكثير مما يمكن إيقافه لتأمين الأدوية وتوريدها.. الأمر يحتاج لعمل وتنسيق حكومي جامع وليس لعمل كل وزارة بمفردها.
زيت وزارة التجارة يُمكن الاستغناء عنه لأن بدائله حاضرة ولكن الدواء ضروري ولا يُمكن أن يعوضه كل زيت الحكومة وحتى لو باركه زيت القديسين.

 

معد عيسى

آخر الأخبار
الأسعار.. هل تبقى مستقرة ..؟  زيادة الأجور " للعام " يجب أن تماثلها زيادة في أجور  "الخاص "  رئيس هيئة الطيران المدني يعلن جملة تغييرات جذرية وتوجهات مستقبلية في القطاع  المتحدث باسم إدارة مكافحة المخدرات لـ " الثورة ":خطط ممنهجة وأهداف واضحة لتنظيف سوريا من المخدرات صراع المشاريع بعد الحرب.. ماذا بقي من المواجهة بين إيران وإسرائيل؟ 159 طلباً من مستثمرين لاختيار أمكنة أنشطتهم في "حسياء الصناعية انطلاق الماراثون البرمجي لليافعين في جامعة اللاذقية البنوك المراسلة في الخارج.. خطوة لتسهيل عمليات الاستيراد جرعات تفاؤل في "فود إكسبو 2025" والمنتج السوري بالبصمة العالمية أهالٍ من درعا يقدمون العزاء بضحايا كنيسة مار إلياس دوما تتحرك نحو الإعمار التعليمي " الأوروبي" يطالب بمحاسبة مرتكبي تفجير كنيسة مار إلياس الأسعار الرائجة للعقارات ظلم امتد لكل القطاعات .. إدريس لـ"الثورة": ضاعفت تراخيص البناء والرسوم   الأمم المتحدة: لا مستقبل في سوريا دون محاسبة المخدرات .. الخطر الصامت   أضرار نفسية وجسدية مدمرة ..كيف نتخطاها..؟  حصرياً لـ"الثورة.. من الكبتاغون إلى شراب السعال.. أنس يكشف رحلة السقوط والتعافي مجالس الصلح بريف  حماة.. تسوية النزاعات الأهلية والمجتمعية انقطاعات متكررة في خدمات الاتصالات وADSL في جرمانا إصلاحات ضريبية شاملة  و"المالية" تبدأ العد التنازلي للتنفيذ 165 مستثمراً و32 ينتظرون الترخيص الإداري في "حسياء" اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد اجتماعاً مع فعاليات حمص