الثورة – رشا سلوم:
تشكل تجربة الشاعرة هنادة الحصري محطة مهمة في التجربة النسوية الشعرية السورية، فهي صوت يجمع ما بين الأصالة الثرة والتجديد الذي يتطلع إلى تفجير مكنونات اللغة، والعمل وفق تقنيات الحداثة التي تشكل استمرارية لما كان وتمد غصونا وارفة نحو الغد.
صحيح أنها ليست في عجلة من أمر النشر إذ تعمل بدأب وصبر على إصدار مجموعاتها الشعرية.
ولكنها لا تقف عن فعل الكتابة النقدية والصحفية في الصحف السورية وهي تزاوج بين الفكر الاجتماعي والفكر النقدي الثقافي.
جديد هنادة الحصري صدر عن دار نينوى بدمشق وحمل عنوان: إلاك ولا سواك..
يبدو العنوان سوريالياً من حيث اللغة وتوليفة الاستثناء من خلال الحرفين.. إلا وسوى والجمع بينهما ليكون عنواناً شاعرياً..
المجموعة التي نسجت بهدوء وروية وحب، وحملت بلاغة الصورة والدهشة والقدرة على التقاط الإنساني الذي كدنا نفقده في هذه الأيام..
تقع المجموعة في ٧٠ صفحة من القطع المتوسط:
يا ساري البرق التمسني..
قبلما يهمي الندى
في راحتيك..
ضاقت بأفراحي اللغات
فلا أريد سواه..
أكتبه ويقرؤني..
فتقرؤنا البلابل في فضاء حقل وأيك.
والشاعرة تعيش الوطن قولاً وفعلاً، وليس غناء شعرياً، لقد وهبت الشام عصارة الروح ونبض الشعر الذي يبقى خالداً:
شآم..
بحبك يزهو دمي.. يرتدي زهر نار القصيدة..
فاقرأ في لوز عينيك ميلاد بوح البنفسج والإقحوان..
أرتل ترنيمة للنسيم.. ابتهال انحباس المطر.
فيهمي بكفي سرب نجوم وظل تميمة..
تجوس عروقي مداسات ورد.. وتهمس لي: شام نعمى زماني.
فيا سندس الليل يا ضوء كل المرافئ..
يا كمشة النخل… يا عبق الكبرياء
يا سنديان الحراج
ويا قمراً من يمام..
يضيء فتيل المناديل
في راعفات الأيام..
ويغسل شرفة عمري
بطهر الحكايا….
فيا شام
أنت الهوى والمنى والرجاء..
بقي أن نشير أن الشاعرة كما أسلفنا أصدرت مجموعة من الأعمال الشعرية نذكر منها: حروف وردية.. بوح الياسمين الدمشقي.. رنيم النرجس.. تنويعات من مقام الورد.. حروفي المبعثرة.. كتاب نثري.
