الثورة – غصون سليمان:
تحرص الرابطة السورية لأطباء الصحة العامة وطب المجتمع على استنهاض دورها من جديد بما يليق بهذا الاختصاص الهام والضروري على حياة المجتمع من ناحية التشخيص والعلاج، وتعزيز ثقافة الصحة العامة لتصبح أكثر حضوراً في السلوكيات والممارسات العامة للإنسان.
فبعد أن توقف نشاط الرابطة مدة عشر سنوات بسبب ظروف الحرب الإرهابية، وهجرة وسفر العديد من اختصاصييها أو تسربهم أو تقاعدهم ما أثر سلباً على طرفي المعادلة، طبيب الصحة العامة والمواطن والمجتمع.
في المؤتمر العلمي السنوي للرابطة والذي عقد برعاية نقابة أطباء سورية في الثاني من الشهر الحالي في مبنى نقابة الأطباء، لمناقشة المشاكل الصحية الرئيسة بالوقت الحاضر ودور الوقاية للحد من آثارها ،أكد الحضور على وجوب دراسة نقاط الضعف والقوة وانتخاب مجلس قادر على تحمل مسؤولية العمل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ،مع أهمية دعم الجهات المعنية للرابطة وتذليل ماتعانيه من صعوبات.
الدكتور غسان فندي نقيب الأطباء طمأن أعضاء الرابطة على أن الظروف رغم قسوتها من الممكن أن يكون الدعم إيجابياً، مشيراً أن وزير الصحة شخص متعاون ومتفهم جداً في هذا الموضوع، وكل ما يطلب منه يلبى بما يخدم المصلحة العامة.
كما أوضح الدكتور فندي بأن النقابة ستقدم كل ما بوسعها لدعم هذا العمل وهذا الاختصاص على أن يقوم الطرف الثالث من أطباء الرابطة بانتخاب من يمثلهم بالشكل الأمثل، فكل عمل يحتاج إلى جهد ومثابرة وإيمان بالقدرة على النجاح.
الدكتورة هزار فرعون مدرب وطني بمركز الدراسات حالياً ومدير الأمراض السارية في وزارة الصحة سابقاً بينت في مداخلتها أن اختصاص الصحة العامة كان مغيباً خلال الفترة السابقة، وأكثر من ذلك أنه كان متوقفاً لما يقارب السنوات العشر، ما أدى لعدم وجود كوادر جديدة ترفد الاختصاص، بعدما سافرت الكوادر القديمة، أو تسربت، أو تقاعدت، حيث كنا من أولى الدفعات في اختصاص الصحة العامة.
وذكرت فرعون أن وزارة الصحة سوف تفتتح بالمفاضلة العامة من خلال إعلان بالشهر الثالث ويتوقع أن يكون دوام الكادر بمركز الدراسات في الشهر السادس، وهذه الخطوة تعتبر إيجابية جداً.
وبينت الدكتورة فرعون أهمية طب الصحة العامة والتي برزت خلال جائحة كورونا، فلم يعد أحد يعمل في الدراسات الوبائية إذ لدينا العديد من المشاكل المختلفة وتحتاج إلى دراسات وبيانات، وهذا من صلب عمل طبيب الصحة العامة من خلال قيامه بالدراسات والأبحاث خاصة حين ظهور الجوائح لمعرفة أين نحن من انعكاساتها السلبية، مؤكدة على أهمية التخطيط للمرحلة القادمة، فنحن نعول على هذه المرحلة بأن نبدأ مع الكوادر المقيمة بهذا الاختصاص لتخريج دفعة جديدة، متمنية أن ترفد الرابطة من خلال توصياتها ومقترحاتها المركز لتلافي ومعالجة صعوبات العمل، فنحن أحوج ما نكون في هذا المجال إلى إدارة وخدمات أطباء الصحة العامة الذين يعرفون مسار المرض، ويخططون لضرورات المستقبل، لكن للأسف بات عددهم قليلاً جداً على مستوى البلد.
فيما تساءل الدكتور زهير السهوي مدير الأمراض السارية والمزمنة بوزارة الصحة والمسؤول الوطني للوائح الصحية الدولية في تعقيبه بالقول: هل تم تعزيز نقاط القوة في عمل الرابطة.. هل تم التقاط وتحديد نقاط الضعف.؟ فالجاهات المعنية لاتقصر حين يكون العمل، أي عمل متقناً ومدروساً ويمتلك كل مقومات الفائدة والقيمة العلمية المطلوبة، وبالتالي لاتتوانى عن تقديم المساعدة، داعياُ أعضاء الرابطة إلى دعم حضورهم في هذا المجال لأنٌ حل المشكلات ينطلق من القاعدة، متمنياً على الرابطة تحقيق أهدافها وطموحاتها في تحقيق التميز والحضور لطبيب الصحة العامة.
* محاور غنية..
هذا وقد استعرض وناقش مؤتمر الرابطة عشرة عناوين صحية غنية بكل ما للكلمة من معنى تمحورت حول مشاكل الأمراض المهنية حالياً، وأهمية دور الوقاية منها للأستاذ الدكتور أحمد ديب دشاش، أهمية الاستجابة الوطنية لجائحة كورونا في سورية، للدكتور زهير السهوي، الإنتانات النسائية ودور الوقاية منها للدكتورة كناز الشيخ والدكتورة هالة الخاير، دور المخبر في الوقاية من التسممات الغذائية للدكتور مهند سمارة، أخلاقيات ممارسة الطب، للدكتور عامر عدي، دور الفيتامينات والمعادن في صحة الجسم للصيدلاني فراس أوغلي.
كما استعرضت الدكتورة ابتسام الجمعات أهمية دور الوقاية في أمراض القلب، إضافة لعرض وبائيات إصابات العمل والأمراض المهنية في سورية للدكتور بسام أبو الذهب، كذلك تم عرض ومناقشة واقع الربو المهني وأهمية دور الوقاية منه للدكتور محمد الحلب.
وأخيراً استعرض الدكتور ماهر قتلان أهمية دور التدريب في التأمين للخدمات الصحية.