الثورة – بقلم الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة
انتشرت في السنوات الأخيرة عدة علاجات جديدة أحدثت ثورة في طب الجلد وقد أصبحت سهلة وفي متناول يد الجميع تقريباً، وتلجأ النساء حالياً إلى العديد من التقنيات في سبيل الحفاظ على جمالهن و شبابهن الدائم، ومن هذه التقنيات لدينا تقنية الميزوثيرابي ويتم التعريف عنها من قبل الكثيرين بأنها العلاج المعجزة، فما حقيقة الميزوثيرابي؟
الميزوثيرابي هي تقنية يتم من خلالها حقن مكان معين في الجسم بفيتامينات، أو إنزيمات، أو هرمونات، أو حتى صفائح دموية لأغراض صحية مختلفة، ويتم الحقن عبر إبر صغيرة تقوم بإيصال مادة الحقن إلى الطبقة المتوسطة من الجلد.
وقد تم تطوير هذه التقنية بغرض علاج آلام الجسم المختلفة قديمًا، أما الآن فقد شاع استعمالها من أجل تخفيف مظهر السيلوليت (Cellulite) وشد الجلد، وإعادة النضارة للبشرة، وإعادة نحت الجسم وتفتيت الدهون موضعيًا، و التخلص من التجاعيد وعلامات تقدم السن والتصبغات، وعلاج الثعلبة وتساقط الشعر.
ومن الجدير بالعلم أنه لا يوجد أمور معينة عليك فعلها للتحضير لجلسة الميزوثيرابي، ولكن الأمر الوحيد الذي قد يطلبه منك المختص هو عدم تناول مميعات الدم قبل العملية بأسبوع على الأقل خوفاً من حدوث نزيف.
وهناك عدة خطوات لجلسة الميزوثيرابي، حيث يقوم الطبيب بتخدير المنطقة التي سوف يتم فيها الحقن لتخفيف الألم الذي قد تشعر به أثناء الجلسة، ويتم القيام بالحقن بشكل متسلسل في عدة نقاط في المنطقة المستهدفة باستخدام إبر صغيرة قصيرة تصل لعمق 1-4 ملليمتر من الجلد، ثم يقوم الطبيب بتحريك الإبرة قليلًا أثناء تواجدها تحت الجلد قبل إخراجها بسرعة، كما أن كل حقنة تدخل نقطة صغيرة جدًا من السائل تحت الجلد.
وللحصول على التأثير العلاجي المطلوب عادة يتم إخضاع المريض لجلسات عددها يتراوح بين 3-15 جلسة، وغالباً يكون الفاصل الزمني بين الجلسات الأولى 7-10 أيام، وبعد ذلك تصبح الجلسات شهرية، وذلك تبعاً للحالة وهدف العلاج.
ولأن علاج الميزوثيرابي يعد من إحدى العلاجات غير العميقة، فإنه من الممكن العودة لممارسة أنشطة الحياة العادية بعد الخضوع لجلسة الميزوثيرابي مباشرة، ولكن بالطبع لا يخلو الأمر من بعض الحالات، حيث يحتاج المريض للراحة يوم أو اثنين على الأقل بسبب الإصابة بتورم مزعج أو كدمات أو بسبب المعاناة من إحدى المضاعفات التي قد تظهر لدى قلة من المرضى، كما أنه من الممكن ظهور بعض الآثار والمضاعفات الجانبية، مثل طفح جلدي وندوب ظاهرة، وتورم واحمرار، وألم وتحسس أو حتى حكة، وغثيان وبثور في مكان الحقن وتصبغات جلدية، والتهابات وعدوى.
أما بالنسبة لفعالية استخدام الميزوثيرابي لتساقط الشعر فلا توجد دراسات أو أبحاث تدعم مدى جدوى الميزوثيرابي في علاج تساقط الشعر بعد، ولكن تبعاً لمن قاموا باستخدامه وتبعاً للمختصين الذي قاموا بإجراء هذا النوع من العلاجات فإن الميزوثيرابي مفيد لعلاج تساقط الشعر لأنه يساعد على علاج أي خلل هرموني موضعيًا حول بصيلة الشعر، كما أنن يساعد على توفير التغذية المكثفة للشعر ويساعد على تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس، وهكذا أصبحت لدينا فكرة عن إحدى تقنيات الطب الحديثة التي تدعم الجمال والشباب لنبقى دوماً بأجمل ما يمكن وبطريقة طبيعية بعيداً عن المبالغة.