الثورة – حسين صقر:
لكونها مثال حقيقي لحركة الجماهير الواعية وبناء مستقبل مشرق، فقد شكلت ثورة الثامن من آذار المجيدة الطريق الصحيح لتحقيق الإنجازات في كل مجالات الحياة، وأظهرت قدرة الشعب السوري على الصمود وتجاوز جميع الصعوبات.
تلك الإنجازات استطاعت أن تنهض بعملية التنمية في سورية على جميع المستويات، وتجعل منها واحدة من أهم دول المنطقة، لأن الثورة المباركة قضت على الانفصال البغيض، وتجاوزت الكثير من العقبات التي وقفت في وجه تحقيق أهدافها.
وفي هذه المناسبة التقت ” الثورة” بعض الفعاليات التربوية التي أكدت على أنه كان من أولويات الثورة أهداف عدة تتعلق ببناء الإنسان والتمسك بالقيم النبيلة التي تؤكد تماسك الأسرة والمجتمع، فضلاً عن جهودها بلم الشمل العربي، والدعوة إلى التضامن واسترجاع الحقوق العربية المغتصبة، واليوم وفي ذكراها التاسعة والخمسين يتأكد لنا أن الثورة ستبقى محطة مضيئة في تاريخ سورية والأمة العربية لأن ثقتها بقدرة الشعب السوري على تجاوز جميع المحن وتحقيق الانتصار على قوى الإرهاب التكفيري الحاقد والصهيوني الغاصب ومعه كل أشكال الاستعمار والظلم، والعدوان لاحد له.
وقال المدرس سعيد تاج الدين: يشكل الاهتمام الذي أولته ثورة آذار في بناء الإنسان ودفعه للسير على الصراط الصحيح أولوية مهمة، بالتوازي مع العمل على رفع مستوى معيشته، ولاسيما قبل سنوات الحرب العدوانية الإرهابية على سورية، واليوم يستمر هذا البناء لتجاوز المرحلة الصعبة التي يعيشها الوطن وأبناؤه، وهو مايتم التأكيد عليه دائماً، وذلك بهدف ترسيخ المبادئ والمنجزات التي حققتها ثورة آذار على مدى سنين خلت، وأوضح أن الأهداف التي تحققت تصاعدت وتيرتها بعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة التي جاءت امتداداً لآذار، الذي شكل عامل استقرار أساسي لا يمكن تجاوزه في عملية التنمية قبل الحرب العدوانية على سورية، واليوم يعمل السوريون على امتداد الساحات لإعادة عجلة التنمية كما كانت.
وأشارت المدرّسة كنانة رقية أنه انطلاقاً من أن الثورة وضعت ثقتها في الجماهير وفتحت أمامها الأبواب للمشاركة في التخطيط والتقرير والتنفيذ عبر المؤسسات الدستورية والمنظمات الجماهيرية وترسيخ وتوسيع الديمقراطية الشعبية، ظهرت النتائج الإيجابية واضحة، واليوم مصممون على متابعة السير على هذا الطريق، حيث تتجدد ثورة الثامن من آذار المجيدة في كل يوم ملقية بظلالها الوارفة على كل ميدان، وإنجازاتها في شتى المجالات شاهد على ذلك، وربما كان إنجازها الأهم والأبرز أنها بنت الإنسان ثقافياً وفكرياً.
وأشارت أن الإنجازات في مجال التربية والتعليم وبناء الإنسان أكثر من أن تعد أو تحصى، ولاسيما فيما يخص جيل الشباب، ذلك الجيل المؤمن بالثورة ومنجزاتها، ولهذا كان دائماً يعبِّر عن استعداده للدفاع عن المكتسبات التي تحققت من خلالها.
وقالت ليلى معلا: ما نحييه ليس مجرد مصطلح، بل تاريخ عشناه، ولمسنا تفاصيله لأنه كائن حقيقي تلمسته الأجيال الحالية والسابقة، والتي شهدت تغييراً جذرياً في بنية المجتمع السوري، ونقلته من حالة الجهل والتخلف والمرض والاستعباد إلى التقدم والحرية والبناء والازدهار.
وتحدث المحامي علي تركية عن وصول الثورة إلى مرحلة الشرعية الدستورية، مؤكداً على دور القائد المؤسس حافظ الأسد في ترسيخ دولة المؤسسات، حيث أصبح الدستور يضبط آليات الدولة السياسية والاقتصادية، وآليات الانتخاب وتمثيل الشعب من خلال مجلسه الذي أصبح اليوم يضم 250 عضواً يمثلون الأحزاب كافة، وفي مقدمتهم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حصل على 161 مقعداً، ويحق له بموجب ذلك تحديد شكل الحكومة.
ونوَّه بأهمية الثورة في بناء الإنسان فكرياً وعلمياً والمساهمة في النهوض بالمستوى التربوي، والاقتصادي لتصبح سورية بعدها علامة فارقة في المنطقة على صعيد الخدمات المجانية التي تقدمها الدولة كالتعليم الأساسي والجامعي والطبابة ودعم المواد الغذائية الأساسية والمشتقات النفطية. فضلاً عن تأسيس جيش وطني عقائدي، خاض معارك الحرية والكرامة على الأراضي العربية كلها، واليوم يستمر بمحاربة الإرهاب الوهابي التكفيري، وعصاباته المدعومة من أميركا وأعوانها في المنطقة بهدف إعادة الأمن والاستقرار لربوع الوطن.
من جهته قال المدرس هاني المحمد: إن سورية تمكنت خلال العقود الماضية من التصدي لمخططات الأعداء وإفشالها، وهي اليوم تتابع مسيرة الظفر والانتصار بكل قوة وعزيمة وثبات بفضل وعي شعبها وبسالة جيشها وحكمة قيادتها، وتسطر الملاحم البطولية في مواجهة حرب مركبة تشن ضدها منذ سنوات بهدف النيل من كرامة أبنائها وسيادتها واستقلالها.