فيلم “حكاية في دمشق” يخلط الواقعية بالرومانسية

 

الثورة -حمص- رفاه الدروبي:

خرج المخرج والكاتبه معاً من الأسلوب النمطي في فيلم “حكاية في دمشق” المدينة العامرة بقصص تشبه الخيال كي تروي لنا أحداثا اجتماعية عبر كاميرا تسير بالمشاهد بين حاراتها وأزقتها العتيقة بقصة بين بابي توما والشرقي.
الفيلم الطويل إنتاج المؤسسة العامة للسينما من تأليف سماح قتّال وإخراج أحمد إبراهيم الأحمد وتمثيل رنا كرم و لجين إسماعيل وغسان مسعود وجيانا عنيد وغدير سلمان إضافة إلى عدد من الفنانين الكبار كانوا ضيوف شرف كحسن عويتي وعلي كريم وفائق عرقسوسي وأمانة والي وغادة بشور وجمال العلي.
تبدأ الأحداث بطريقة الخطف خلفاً فتصور فقدان الأب غسان مسعود لابنته سلمى وحفيدته في الحرب لتترك غصةً في الحلق وحزناً لا يندمل للجد فتحتبس الدموع في المآقي ويعكس حالة صراع نفسي لديه مع زوج ابنته الممثل لجين إسماعيل “زياد” ويلقى اللوم على عاتقه لأنَّه تسبَّب بفقدانهما نتيجة بقائه في بيته وعدم الانتقال إلى بيت الجد .


ويشتد الصراع النفسي لديه عندما يقف بوجه “زياد” بعد شعوره بحبه “للينا” جيانا عنيد العاملة في محل أشغال يدوية ويحاول إبعاده عنها لتبقى وحيدة تسير بثوبها الأحمر .
وأجمل مافي الفيلم جولة الكاميرا بين الأزقة والحارات حيث يظهر المخرج جيانا عنيد برومانسيتها المعهودة كفتاة ورثت بيتاً من جدتها المتعهدة بتربيتها بعد موت الأبوين لتصارع العم فائق عرقسوسي بجشعه وإلحاحه برد ملكيته له رغم صحة الأوراق الثبوتية. ومقابل اللقطات الرومانسية الرائعة يعود المخرج بواقعية رنا كرم بدور “ريما” المالكة لصالون حلاقة للسيدات وتبدو حتى بعد استشهاد خطيبها بفستان عرسها تحت المطر وكأنَّها تغسل الدموع بأمل شفيف جميل يدعو المشاهد للنهوض وعدم الوقوف وبأنَّ الحياة مستمرة بحلوها ومرّها في إحدى البيوت القديمة ويدعنا نُردِّد في قرارة أنفسنا بأنَّ الشام لاقت الكثير من الويلات وعادت كما كانت من قبل بهيَّة جميلة بكل مافيها بحاضر يحاكي ماضيها العريق.
يروي الفيلم الحكاية من بدايتها حتى نهايتها في مكان واحد لكنَّ الكاميرا خرجت بالمشاهد في نتفٍ منها كي تصور لقطات من شوارع الشام الحديثة ثم تعود إلى الشوارع القديمة لتمزج الماضي بالحاضر بأسلوب خفي يحرك مجرى أحداث ترافقت مع خلفية أغنيات ملحم بركات وأتبعها بموسيقا هادئة مع أنغام آلة عود حزين يعزفها الممثل غسان مسعود تارة وموسيقا تعلو في لقطات أخرى وكأنَّ الكاتب يقول ذكرياتنا الجميلة وضحكات الأطفال ولعبهم وركضهم أحاطت بهم النار لتخطف براءتهم في حرب ضروس لعرس لم تكتمل الفرحة به فعاد مستشهداً.
فيما يجلس رجل عجوز حسن عويتي بدور “عابد” جانب بوابة الباب الشرقي يتناول قرص البندورة ليعبِّر عن مرارة عيش وفقر مدقع أصاب كبار السن بأسلوب هادئ ثم يأتي صوت الرعد كمؤثرات خلفية تنذر بجو ماطر وقدوم خير عميم ليعطينا الكاتب شيئاً من الأمل بعد ألم.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر