المعلم الإنسان ..

الثورة – غصون سليمان:
معلمو سورية حكاية وطن وذاكرة من شعاع.. تجربة حياة صبغت طفولتها ويفاعتها في عهدة الشباب ، قدموا مايجب تقديمه وأعطوا من رحيقها أنضج الثمار.
جسدوا بناءهم في كل نفس وقامة بشرية ، دخلوا كل بيت ونثروا معرفتهم المعطرة بكرامة الحرف والمعنى، فكانوا الدعائم و الأركان وأحد أبرز أسرار النهوض والتقدم لسورية، بلد الامان والسلام.. لطالما بناء الإنسان هو من اصعب المهام واشقاها، من هنا كانوا العقل المبدع في كل حقول العطاء ..
فلا شك أنه لكل منا في داخله صورة صامتة ومتحركة عن ذاك المعلم وتلك المعلمة في المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية ،لكن تبقى المرحلة الأولى هي الاكثر تأسيساً وتأثيراً في نفوس الناشئة ..
واذا ماقارنا معلمي الأمس باليوم نجد الهوة اتسعت كثيرا وضاقت مساحات التطابق، وتلاشت وسائل الراحة لاسيما في السنوات العشر الأخيرة من عمر الحرب العدوانية على سورية ،
والتي واجه فيها كادرنا التعليمي من ذكور وإناث إلى جانب بقية أبناء المجتمع السوري وفي مناطق مختلفة من الجغرافيا الوطنية ويلات الموت والخوف والقلق والتهجير والتشريد . كانوا في عين العاصفة، ورغم غبارها لم تثنهم عن ممارسة دورهم الاخلاقي والوطني في متابعة اداء الواجب في السر والعلن ..بقوا على النهج الوطني السليم رغم ما قدم من اغراءات للعديد منهم لكن جيناتهم الصافية ابت أن تكون إلا مع الوطن ..
تروي إحدى المعلمات من الغوطة الشرقية حين وصلت إلى مركز الحرجلة المؤقت يوم تحريرها من قبل الجيش العربي السوري قبل سنوات ، كيف كانت تتعثر بالمسلحين ذهابا وايابا في طريقها إلى مدرستها كل يوم ، ورغم تهديدهم لها بالقتل والخطف لكنها تحدت وزميلاتها تلك الظروف فأخذن يعطين الدروس بالسر في المنازل والأقبية حفاظا على فكرة الانتماء وحرصا على توفر الكتاب المدرسي الذي جوبه بالحرق والتزوير واطلاق عبارات الذبح والتكفير على كل من يدرسه ..
وتفصح المعلمة سلام كيف كانت تهرب الكتاب ورواتب الزميلات في لباسها حين كانت تزور العاصمة دمشق متحملة اشكال الويل و الأذى المبرح..لكنها كما تقول إن الله كان يعينها ويعمي ابصار المجرمين عنها، شعارها “كن مع الله ولاتبالي”، فيقينها أن محبة الوطن والإخلاص له تطعم المرء من جوع وتحرسهم من خوف.
سنوات حرب عدوانية حاقدة خطفت معظم منجزات المعلمين وما تحقق من مكاسب على مدى سنوات البناء والعطاء كما بقية شرائح المجتمع.شتت شملهم في كل الأماكن لكنها لم تشتت قناعتهم بضرورة مواصلة التعليم بكل السبل والوسائل.
لقد عملت الدولة والحكومة على الارتقاء بمستوى الانسان السوري ليكون معلما في كل المقاصد، فهو الغاية والهدف، وهو العنوان الأبرز لمواجهة التحديات.
فقد كان لوزارة التربية ومراكزها ومديرياتها دورا وازنا فيما اتخذته من إجراءات على صعيد ترميم وتأهيل المدارس، واستقطاب العدد الأكبر من خريجي الجامعات من خلال المسابقات المركزية التي أعلن عنها أكثر من مرة وتم تعيين الآلاف منهم من مختلف الاختصاصات ،ناهيك عن حماية ورعاية شريحة المعلمين عبر سلسلة القرارات الخاصة بالنظام التعليمي وكان آخرها رفع طبيعة العمل إلى ٤٠% لمن هم في القاعات الصفية ،إضافة إلى تعزيز مكانة التعليم المهني كرافعة للنهوض الاقتصادي والاجتماعي..
إن الحديث عن حقوق وواجبات ومسؤوليات أبناء الأسرة التعليمية يبدأ ولا ينتهي فهم مفتاح النجاح في كل زمان ومكان .
كل عام وسورية مهد الحضارات منارة للعلم والحياة، تفتح نوافذ المجد من بوابات التربية والتعليم.

آخر الأخبار
حرصاً على مصلحة الطلاب.. تأجيل امتحان الانكليزية للثانوية في السويداء غداً إلغاء القيمة الرائجة وتبسيط ضريبة العقارات.. وزير المالية يكشف: ضرائبنا الأدنى في المنطقة رسالتنا للعالم.. متمسكون بحقنا في الحرية والدفاع عن وطننا استئناف تسجيل إجازات السوق.. يعكس حالة الارتياح لدى المواطنين   خبير مالي لـ"الثورة": التوجه الضريبي الجديد يشير إلى توجه اقتصادي واعد سوريا تشارك افتراضياً في أولمبياد الرياضيات الدولي "المجتمع يسأل والمحافظة تجيب".. مؤتمر حلب لتعزيز الشفافية والتواصل بائعو المياه .. فوضى الحضور ..وواقع يومي لمعاناة لا تنتهي!  نقابة المهندسين تتحرك علمياً لمواجهة الحرائق.. لجنة بيئية وتقرير وطني قيد الإعداد إدلب.. وقفات شعبية تعلن دعم الأمن العام وتندد بالعدوان الإسرائيلي الغلاء يهدد المؤونة ويحولها إلى رفاهية.. البامية 35 ألف ليرة والملوخية60 ألفاً استطلاعات رأي تعطي الأولوية لأميركا في العلاقات الاقتصادية على حساب الصين إدانات عربية ودولية: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تهديد لاستقرار المنطقة سوريا تدين الانتهاكات بحق أهلنا في السويداء وتتعهد بمحاسبة المتورطين مجموعة البحث والإنقاذ القطرية تؤكد دعم قطر المتواصل للشعب السوري درعا تستقبل العائلات المتضررة والمهجرة من السويداء ملامح النظام الضريبي الجديد.. الحلاق لـ "الثورة": صفحة جديدة مع قطاع الأعمال تقوم على مبدأ العدل وا... الخطوط الجوية القطرية تستأنف رحلاتها إلى حلب في آب المقبل هل تمارس موسكو ضغوطاً على طهران لإبرام اتفاق "صفر تخصيب" مع واشنطن؟ ماليزيا: لن نسمح بجعل بلادنا مركزاً لتجنيد الإرهابيين أو تمويلهم