الملحق الثقافي:
يرى أدونيس : أنّ الرّوائييّن ليس لهم أيّ تأثير كبير في المجتمع المعاصر، حتى وإن كان لهم قرّاء أكثر ممّا لدى الشعراء، فالروائيّون يمرّون فى عقل أيّ إنسان بطريقة أفقيّة وسطحيّة، وهم يؤثّرون في القرّاء المستهلكين، أمّا الشعراء فإنهم يؤثّرون في القرّاءالمبدعين، فسرد العالم يعني نسخه، وإذا كنّا ما نقوم به هو استنساخ الحياة، فإننا لا نقوم بأيِّ شيء حقيقيّ، فالفنّ والإبداع ينبغي لهما خلق طاقة منتجة، والشّعر يتميّز برؤية خاصّة وشاعرية نحو العالم.
وعندما سئل أدونيس عن دور الشعر في المجتمع المعاصر، قال :» الآن يبدو أنه لم يعد للفلاسفة والعلماء ما يقولونه ،ولكنّ الشّعراء نعم «، ويرى كذلك أنّ الشعر لا ينطوي على جانب علمي، ولهذا فقد لا يكون فى مقدوره تغيير العالم، إلاّ أنه يمكنه تغيير رؤية الإنسان حيالَ هذا العالم، ونوعية علاقاته مع الآخرين».
وقال :» إنّ علاقته بالشّعر هي أكثر غنىً وثراءً الآن ممّا كانت عليه عندما بدأ ينظم الشعر منذ سنوات بعيدة خلت، وطالب أدونيس بمزيد من الحوار البنّاء، والتفاهم المتبادل، وقال إنّ لديه الثقة الكاملة فى الطاقات البشرية المتوفّرة في حوض المتوسّط شريطة ألّا نظل حبيسي التجارة والعسكرة، وقال يبدو للناس أنّ هناك ثقافة متوسطية واحدة، ولكن هذا ليس صحيحاً، فالمتوسط يقدّم لنا ثراءً، وتنوّعاً رائعين، ولهذا ينبغي لنا أن نهتدى لإيجاد طريقٍ للتفاهم والحوار».
العدد 1087 التاريخ: 15/3/2022