الملحق الثقافي:
يقول نزار «الشعر انقلاب بالكلمات يحاول تغيير وجه العالم ..انقلاب يقوم به عاشق..ليحوّل الأرض كلّها إلى بستان للعشق.
الشعر خطاب إنساني يتوجه إلى (الآخر).. و لا قيمة لشعر يخاطب الفراغ ..أو الملائكة ..أو يخاطب نفسه.
الشعر فعل رقيّ و حضارة ، و بطبيعته مع الشمس ضد العتمة ..و مع الوردة ضد المسدّس و مع الليبرالية ضد القمع..و مع الحب ضد الكراهية..و مع المشنوق ضد حبل المشنقة». و نزار هنا لا يكاد يخرج عن تعريف الجاحظ السابق الذكر « الشعر فضيلة العرب» إلا بتفصيل ما أجمل مع التمثيل لبعض معاني الفضيلة.
« الشعر ..خطاب نكتبه للآخرين..خطاب نكتبه إلى جهة ما..و المُرسَل إليه عنصر هامٌ في كل كتابة ، و ليس هناك كتابة لا تخاطب أحداً ..و إلاَّ تحولت إلى جرسٍ يقرع في العدم. وأزمة الشاعر الحديث الأولى هي أنه أضاع عنوان الجمهور..» و يضيف متسائلاً و مجيباً في الآن نفسه « لماذا يعيد موزّعُ البريد قصائد شعرائنا إليهم؟ لأنهم نسوا عنوان الشعب».
« و الشعر هو الفن الوحيد الذي لا ينجح فيه الخداع. من أول بيت في القصيدة يتعرّى الشاعر تماماً أمام الجمهور، و من سابع المستحيلات أن يبقى شاعرٌ ثلاثين عاماً بغير ثياب أمام جمهوره» .
« إن عبقرية الشاعر تتجسد في قدرته الدائمة على اختراع كلام جديد لمواضيع قديمة فالحبّ مثلاً مؤسسة عتيقة إلاّ أنها تحتمل دائماً كلاماً جديداً.. لا قيمة لشعر يعيدُ اكتشاف الأشياء المكتشفة، و يستعمل حجارة العالم القديم كما هي . و لتقريب المعنى للذهن أكثر يعقد مقارنة بين الطبيعة و الشعر لبيان الفرق بين الشعر المجدّد و الشعر المقلّد.
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟
إذا تولاه نصـابٌ … ومـداح؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح
العدد 1087 التاريخ: 15/3/2022