الثورة – فادية مجد :
ليوم عيد الأم والاحتفاء به ، خصوصيته ورونقه وبهجته التي تميزه عن باقي المناسبات الاجتماعية ، فمع زهر آذار وشمسه الساطعة يأتي هذا اليوم كأغنية حب عظيمة لمن جسدت الحب بأروع معانيه وأعلى درجاته …
هي ( ست الحبايب ياحبيبة، وأمي الحنونة أمي الحبيبة ، أمي ياملاكي ياحبي الباقي الى الأبد ، ويامو ياست الحبايب يامو … ياأمي ياأم الوفا … ) أغان صدحت للأم وحنانها وقلبها الكبير وتضحياتها ، ومازلنا كلما سمعناها أو رددناها تنهال العبرات من أعيننا ، ولانقدر على حبسها … كيف لا وهي من جُعلت الجنة تحت أقدامها وكان رضاها من رضا الله سبحانه علينا ، هي الام والتي تعجز حروفنا وأفعالنا أن توفيها جزءاً يسيراً من عظيم عطاياها وتضحياتها.
هي بخور الحب وريحانة العمر وأجمل زهور الربيع ، وشمعة العمر التي تحرق نفسها دون أن تُفكّر ولو للحظة واحدة في نفسها ، مقابل أن ترى أبناءها في أفضل حال ، هي الزهرة الندية التي لا تذبل أبدا ، بل تبقى تنشر عطرها وشذاها في الأرجاء لتمنح من حولها السكينة والحب والراحة والأمان، فحب الأبناء بالنسبة للأم هو الأساس ، وسعادتهم قضيتها الأساسية التي لا تتخلى عنها أبدا لأنّها ترى فيهم الدنيا كلّها، وتبني عليهم كل آمالها في الحياة ، تعطي دون مقابل لتجسد الايثار بأسمى حالاته ، وهمها الأوحد في هذه الحياة أن يظلّ أبناؤها بخير ، في كلّ الاوقات ، دون أن تشكو تعباً أو تذمراً ، وإن مرضت تكابر على نفسها وتظلّ تعمل وتعمل ، وتمارس أمومتها بكل شغف، ولهذا كله ليس غريبا أن يخصص العالم يوماً للاحتفال بها وتكريمها وتبجيلها.
فهنيئاً لمن كان له أمٌ في الدنيا وأحسن مقامها وأكرمها وأطاعها وكسب برّها، ورحم الله الأمهات اللواتي سبقونا الى ديار الحق ، وكل عام وأمي وأمهات سورية بألف خير وسعادة.