بقي يوم الشّعر وولّى الشّعر مع أطلال درست كأيامها الخوالي في بكاء ديار ومحبوبة لم يبق من ذكراهما سوى اسم يردّده العشّاق في كلّ عصر من العصور، ويبحث فيه الشباب عن قمر الزمان ليشابه بها المحبوبة (الفيسبوكية)…
ولّت القوافي مع شعرائها وبحترها ومتنبيها وعنترة وأبي تمام واستقرّت التشبيهات والاستعارات في نثر انتظم على قلّته على أنّه شعراً حداثياً لا يعنيه من الأصالة سوى اللغة وبعض الاستعارات والأساطير بقوالبها الجاهزة لخلق حالة التأثير والتأثّر…
بين المعاصرة والتحديث قلّد الشعراء موليير وبودلير ونسخوا ما في جعبتهم بمضامين دخيلة على ثقافتنا بعد أن كان الشّعر لسان حال الناس وترجمان حياتها…
كما كلّ الفنون على الشّعر والشعراء أن ينفض الغبار عن نفسه ويأخذ مكانته بين الشعراء والقرّاء، ففرصة تحدِّ في العام الواحد عبر مسابقة تعلن عنها وزارة الثقافة ممثلّة بالهيئة العامة للكتاب غير كافية لاستقطاب المبدعين الشعراء، ولاحتى برنامج تلفزيوني عربي قادر على اكتشاف الهواة وصقل مواهبهم…
الإبداع الشّعري على قلّته لا يأخذ فرصته في دور النشر العامة أو الخاصة وغيابه برسم الهيئات الثقافية، وكثيراً مانصادف من يكتبون الشّعر الجميل لكن كلفة الطباعة تمنع انتشارهم…
تنمية الذائقة الشّعرية ليست حكراً على النخب الثقافية والفكرية وليست كافية في المناهج الدرسيّة، وتطوّر الثقافات وتنوّعها يُغني ويُثري شياطين الشّعر وآلهته وطقوسه ولا يلغيه أو يزيد من أزماته…
يبقى الشعر كغيره من الفنون يجيب على الأسئلة المعرفية ويستحضر المفاهيم الثقافية ويعزّز مفهوم الانتماء، بل هو الأسمى بين الفنون والآداب، لكنّ واقع الشّعر محبط ومخيّب ولابدّ من رعاية الإبداع الشعري لنعيد إليه ألقه…
رؤية- هناء الدويري