الثورة – ميساء الجردي:
أصبح العمل الخيري ركناً مهماً من أركان الحياة المعاصرة فهو يحقق بضرورة القيم النظرية والعملية للتكافل الاجتماعي بين شرائح المجتمع كما أنه يمثل مبادرات إيجابية تعكس المشاعر الإنسانية. إذ نجد اليوم الكثير من الجمعيات التي ترقى لأن تكون مقياساً لتقدم المجتمع وتطوره في ضوء مساهماتها المؤثرة لتعزيز قيم التعاون وبناء اللحمة الاجتماعية والاستفادة من الطاقات البشرية ومن ضمنها جمعية القنوات الخيرية والصحة والعافية التي تمارس العمل الإنساني الخيري منذ تأسيسها عام 1960 وحتى الآن.
العمل الصحي..
محمد عادل سلطه جي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية أكد استمرارهم في تقديم مساعدات الإغاثة والإعانات المادية والعينية للمستفيدين في الجمعية، البالغ عددهم 350 عائلة من الأيتام والأرامل، إضافة للعمل الصحي والطبي الذي بدأت الجمعية العمل به منذ الشهر الثالث عام 2021 إذ تم تأسيس الصندوق الصحي الخاص بالجمعية باسم ( قنوات الصحة والعافية) وكانت البداية بافتتاح رسمي تجريبي بالشهر السادس بحضور مميز من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الذي اطلع على عمل أحد اللجان الموجودة بالجمعية.
وبين سلطه جي أن العمل الصحي يقوم على تقديم إعانات طبية من إحالات ترسل إلى المشافي والمراكز الصحية والأطباء المختصين المتعاونين مع الجمعية أو مراكز التصوير ومخابر التحليل بحسب حالة كل مريض، وفي حال كان لديه تقرير من طبيب خاص به، يتم تحويله للعلاج عند نفس الطبيب، إضافة لوجود أطباء مختصين ضمن اللجان لمعاينة الحالات بشكل مباشر. لافتاً إلى أن العمل الصحي حالياً يتم في بيت عربي ريثما يتم الانتهاء من الكساء وتجهيز المقر الأساسي للصندوق. وهو عمل إنساني لا يقتصر على حي القنوات بل يستقبل المرضى والحالات من جميع المحافظات السورية، وخلال فترة قصيرة من بدء عمل الصندوق والتي لا تتجاوز العشرة أشهر تم تخديم 6 آلاف مريض. كما أن هناك خطة لافتتاح مستوصف خاص بالجمعية خلال الفترة القادمة مع تخصيص لجنة طبية للريف إضافة لعمل اللجان في المركز الأساسي.
تكافل اجتماعي..
بالموضوع الإغاثي أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية أنه مخصص لفقراء الحي من أيتام وأرامل حيث تحصل العائلات المسجلة على معاشات شهرية، ومواد عينية إضافة للمواد التي ترد إلى الجمعية من المتبرعين وذلك تحقيقاً للتكافل الاجتماعي بين أبناء الحي، وخاصة أن الجمعية تعمل على هذه الوتيرة منذ تأسيسها قبل ستين عاماً على يد الحاج عمر المخللاتي مؤسس اتحاد الجمعيات الخيرية وصندوق العافية والحاج عادل السلطه جي عضو مجلس إدارة اتحاد الجمعيات الخيرية ونائب رئيس مجلس إدارة القنوات الخيرية آنذاك. لافتاً إلى أن الاستمرار بهذا العمل يتم بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومديرياتها وبالتشبيك مع اتحاد الجمعيات الخيرية وخاصة بالموضوع الطبي الذي يأتي لصالح المريض إذ تتكافل هذه الجهات مع بعضها البعض لتقديم خدمة طبية متكاملة وخاصة في حال عمل جراحي يحتاج لتكاليف كبيرة.
برامج رمضانية
لشهر رمضان نكهة وترتيب خاص لدى مجلس إدارة الجمعية حيث تقوم الجمعية بحملات الخير التي لا تقتصر على توزيع السلل الغذائية ووجبات إفطار صائم على العائلات المسجلة لديهم بل تتوسع دائرة العمل الإنساني ويتم تقديم المساعدات لعائلات محتاجة من جمعيات أخرى كما هو الحال في شهر رمضان الماضي ضمن حملة (الخير في شهر الخير) فقد تجاوز عدد المستفيدين الألف أسرة. وبين سلطه جي أن الجمعية تقوم بترتيبات لمتابعة العمل بالفطور الجماعي الذي قامت به في العشر الأخير من شهر رمضان الماضي بالتعاون مع محافظة دمشق واتحاد الجمعية الخيرية وإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية في حديقة تشرين. لافتاً إلى أن آلية توزيع المساعدات تتم بطريقة تحفظ ماء وجه صاحب الحاجة إذ يتم تقديم كرت بقيمة مالية معينة تتضمن عدداً من المواد الغذائية التي تم شراؤها بشكل مسبق بحيث يأخذ المستحق البطاقة التي يكتب عليها المواد ليستلمها من مركز بيع تم التعاقد معه من قبل الجمعية.
وخلال حديثه أشار إلى نشاط مميز قامت به الجمعية في مركزها الصحي احتفالاً بعيد الأم حيث خصصت اللجنة الطبية هذا اليوم للولادات المجانية بالكامل وكان ذلك مفاجأة للسيدات المراجعات للجمعية إذا لم تدفع السيدة أي مبلغ حتى الجزء الصغير الذي يفترض دفعه مقابل الولادة وقد تم إعادته لها مع هدية خاصة للطفل المولود.