عقود من الزمن و ما زالت تمارس الولايات المتحده الأميركية سياسة الكذب و الخداع و مص دماء الشعوب عبر سرقة مواردها و ثرواتها تحت حجج متعددة مستخدمة منصة مجلس الأمن الدولي و منظمات الأمم المتحدة المتهالكة لتمرير مخططاتها و تنفيذ سياساتها …
ربطت النظام المالي العالمي بعملة الدولار عبر لعبة قذرة لربط الاقتصاد العالمي بهذه العملة من أجل الضغط و اتباع سياسة التجويع الممنهج للشعوب عبر فرض عقوبات اقتصادية و حصار يخالف كل الشرائع و القوانين سواء كانت دولية أم داخلية .. لا يهمها مبدأ السيادة و لا حقوق الإنسان .. المهم عندها إخضاع كل الشعوب و الدول التي لا تتماشى مع سياستها الإرهابية ..
النظام الأميركي المارق على الشرعية الدولية أدى من خلال تدخلاته غير المشروعة و تبنيه سياسة الفوضى و إشعال الحروب إلى قتل أكثر من ست ملايين شخص حول العالم منذ تسعينيات القرن الماضي، و نشر الإرهاب العالمي و إفقار الشعوب و حرمانها من ثرواتها التي سرقتها علناً بينما المجتمع الدولي يقف متفرجاً على هذه السياسة المخلة بالقانون الدولي ..
اليوم و مع رفع الصوت الروسي عالياً ضد هذه السياسة الأميركية الحمقاء نرى كيف أن كثيراً من الدول راجعت حساباتها حتى تلك الدول التي كانت بمثابة (مقاول) لأميركا تنفذ سياستها و تمشي في ركبها في كثير من مناطق العالم و خاصة في أوروبا و منطقة الخليج النفطي التي وجدت في الصراع الأميركي الروسي – الصيني فرصة الإفلات، ووجدت ضالتها في الخلاص .. و هذا ما اتضح جلياً من المواقف الدولية من العملية العسكرية الروسية المشروعة في أوكرانيا ..
روسيا التي صبرت كثيراً على النازيين الجدد في أوكرانيا، إلا أن صبر روسيا نفد تماماً مع اكتشافها لمختبرات الأسلحة البيولوجية المحمولة من الولايات المتحده الأميركية .. حتى أن لدى روسيا معلومات مؤكدة على أن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن متورط في هذه المختبرات ..
أميركا (الشيطان) مستعدة للقيام بأي شيء و لو أدى إلى تدمير العالم مقابل الحفاظ على تفوقها المزيف اقتصادياً و عسكرياً ..
أليست هي الدولة المارقة التي نشأت على جماجم الهنود الحمر و عاثت إرهاباً موصوفاً حول العالم ..
إن قرار روسيا بإلزام الدول غير الودية بدفع مستحقات الغاز و النفط الروسي بالروبل الروسي من شأنه إعادة التوازن الى النظام الاقتصادي العالمي و إنهاء مرحلة من السيطرة الأميركية عبر دولارها المزيف، و بالتالي القضاء على هذا النظام الذي مارس العربدة و العبودية لشعوب العالم منذ عقود من الزمن، و ما تخلله من فقر و جوع المرافق للإرهاب الأميركي حول العالم ..
لحظة الحقيقة الدولية تتبلور في مطبخ الروسي المدعوم صينياً و إيرانياً التي سيشكل اتفاقها النووي مع الدول الخمس ضامناً آخر لتشكل نظام اقتصادي و دولي جديد ربما يأخذ الروبل الروسي أو اليوان الصيني مكان الدولار الأميريكي ..