“من يستطيع أن يخبرني ما هو الجمال”..؟!

الثورة – لميس علي:

وفق سارتر: “أرى نفسي لأن شخصاً ما يراني”..
فعل “رأى”.. أو الرؤية التي تعني النظرة تتوقف بالدرجة الأولى على (الشكل، الجسد).. ولطالما كان الجسد بوابة عبور.. عتبة أولى للوصول إلى (الآخر)..
هذا (الآخر) ذو الوجود الضروري ليفهم أي منّا ذاته، “يصبح وسيطاً بيني وبين ذاتي”.
ما أهمية نظرة الآخر إلينا.. إلى أشكالنا وأجسادنا..؟
هل بفعل هذه النظرة نصبح نحيا لأجل الآخرين، خاضعين لقوانينهم.. أو أنها ضرورية لتجعلنا نرى أنفسنا من الخارج.. وبالتالي زيادة وعينا بأنفسنا ولأنفسنا..؟
ما هو الحدّ الفاصل بين الوضعين..؟!
هل النظر إليّ.. إلى جسدي بوصفه شيئاً، يطلق حكماً جمالياً..
وبالتالي قبولاً لدى (الآخر) وفق نظرته هو تحديداً..؟
ما المعيار الجمالي للقبول أو الرفض..؟
ومَن يحدّده..؟

نظرة الآخرين إلينا تجعلنا أكثر تحفظاً وأقل حرية.. تُجبرنا إلى رؤية أنفسنا “كشكل خارجي”، ونقصي ولو إلى حين وعينا بذواتنا وفهمنا لها من الداخل.. بمعنى نُقصي رؤية الجوهر- المضمون.
لكن يُفترض أن يعود لينحسر تأثير تلك “النظرة”.. أن يتقلّص كأنه ما كان لاسيما حين تكون محصورة كلياً بالشكل الخارجي “الجسد”.
في حديث سارتر عن (النظرة) رأى أنها تبدأ صراعاً لابدّ منه مع الآخرين، لأن فيها تعزيزاً لتشييء أي منا، أي اختزاله إلى مجرد شيء.. وفي إطار دفاعنا عن أنفسنا نردّ تلك النظرة للآخر بمثيلتها..
لتتحوّل حينها إلى النظرة/الاستفزاز غير المعلن.. وبالتالي إلى امتلاكنا شيئاً من التحدّي.
أحياناً كثيرة يمكن أن نقوم بتحجيم تلك النظرة ذاتها وكأنها ما كانت، نتحدّاها عبر تجاهلها.
فعلياً.. البعض منا يفعل ذلك طوال الوقت، لا سيما حين يمتلك جسداً مختلفاً، لكنه مختلف بتميز، وتميزه أن قيمته لا تنحصر بمجرد تكريسه على حساب أركان الوجود/وجوده الأخرى.. أركان تستمد قوتها من حضور حقيقي “للفعل”، الذي يقف خلفه إبداع فكري وذهني لا يكترث لهيئة الجسد الخارجية.
ولهذا لربما تحوّل السؤال ليصبح: ألا يمكن أن تشتمل نظرة الآخر إلينا احتمالاً برؤية مواطن القيمة والجمال الحقيقي والفعلي لدينا..؟
ثمة فكرة تتلخص بأن قبول الآخرين لك يتوقف بالدرجة الأولى على قبولك لنفسك..
وفق ذلك كيفما أرَ نفسي يرَني الآخر.
هل تنقلب المقولة لتصبح: “الآخر يراني مقدار ما أرى نفسي”.. أو هو يراني تماماً بالطريقة التي أرى من خلالها نفسي.
لا شك أن الأمر يحتاج معرفةً كبيرة بالذات وفهماً عميقاً لها.
في كتابه (بشرة سوداء، أقنعة بيضاء) يذكر فرانز فانون: “من يستطيع أن يخبرني ما هو الجمال”..
ما هو الجمال الذي من خلاله يتم قبول الآخر لنا، القبول الشكلي/الجسدي..؟
لا يوجد سبيل إلى تحجيم نظرات الغير سوى بمقابلتها بنظراتنا إلى أنفسنا وفهمها الفهم الصحيح.. أن ندرك تماماً أن نظرة العقل أكثر صوابية من جميع نظرات العيون.

آخر الأخبار
تطوير وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي في ريف القنيطرة في الشهر الوردي.. ثمانون عيادة في اللاذقية للفحص والتوعية محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول خطة ترامب أسعار الكوسا والبطاطا في درعا تتراجع.. والبندورة مستقرة  "السورية لحقوق الإنسان" تستقبل وفداً من "الآلية الدولية المحايدة والمستقلة"  التعليم المهني في حلب.. ركيزة لربط التعليم بالإنتاج منشآت صناعية وحرفية بحلب تفتقر للكهرباء.. فهل من مجيب..؟ سيارة جديدة للنظافة.. هل ستنهي مشهد القمامة في شوارع صحنايا؟! كيف نتعامل مع الفساد عبر فهم أسبابه؟ الشهر الوردي.. خطوة صغيرة تصنع فرقاً كبيراً فوضى البسطات في الحرم الجامعي.. اغتيال لصورة العلم وحرمة المكان  غموض وقلق يحيطان بالمؤقتين .. مامصيرهم بعد قرار عدم تجديد العقود؟ الغلاء في زمن الوفرة.. حين لا يصل الفلاح إلى المستهلك حملة الوفاء لكفروما أم الشهداء.. إعادة تأهيل المدارس في مرحلتها الأولى ثلاث أولويات في الخطة الزراعية حتى نهاية 2026 أسباب ارتفاع الخضار والفواكه كثيرة.. والفاتورة على المواطن الروضة.. البوابة الأولى للفطام العاطفي أمراض الخريف عند الأطفال.. تحديات موسمية وحلول وقائية كيف يصبح التدريب مفتاحاً للفرص المهنية؟ الاعتراف بالواقع وابتكار الحلول.. طريق لبناء سوريا