المسرح.. مرآة المجتمع يحاكي المشاعر الإنسانية

الثورة – فاتن أحمد دعبول:

يأتي الاحتفال بيوم المسرح العالمي في 27 آذار من كل عام تكريساً لأهمية دور المسرح، وزيادة الوعي بأهميته في تسليط الضوء على قضايا المجتمع الراهنة، وتقديم ما من شأنه أن ينهض بالمجتمعات سواء على الصعيد الفني والثقافي، أو على الصعيد الفكري والقيمي.
ولطالما شكل المسرح بوابة للمثقفين والكتاب لتقديم منتجهم الإبداعي بما يتواءم مع تطلعات وطموحات الجمهور، ربما منذ عهد” أبو خليل القباني” حتى وقتنا الحالي، رغم تفاوت ازدهاره تارة وأفول نجمه في تارات أخرى، ولكن ما يدعو إلى التفاؤل أن المسرح استطاع وبواسطة عشاقه أن يحقق حضوره وينتصر على التحديات جميعها ولو بشكل نسبي، لتستمر العروض مع اختلاف مضامينها بما يواكب الحدث الراهن.
فهل استطاع عشاق المسرح حقاً أن يكونوا على قدر المسؤولية ويكونوا لسان حال جمهورهم، وهل اختلفت أولوياتهم بين الماضي والحاضر؟
يوسف المقبل: يحتاج دعماً مالياً
يقول الفنان يوسف المقبل: يسعدني أن أقول لكل من ما زال مؤمناً بدور المسرح” كل عام وأنتم بخير” وفيما يخص النصوص واختلافها عما كان يقدم قبل هذه الحرب العدوانية التي شهدتها بلادي خلال عشر سنوات، فحتماً هناك اختلاف، ففي ظل ما يجري لا يستطيع المسرح أن يقدم نصوصاً لا تحمل هم الحرب ومفاعيلها، وخاصة في السنوات الأولى منها، وخاصة في ظل ما كان يسقط على دمشق من قذائف وتفجيرات، أما في السنوات الأخيرة، فقد تبدلت المواضيع إلى حد ما، فقدمت مجموعة من النصوص المسرحية التي تحاكي الهم الإنساني بعيداً عن الحرب، بل وقدمت بعض العروض الكوميدية الساخرة.
وتناولت المسرحيات مواضيع تتعلق بالفساد والظلم والوضع الاقتصادي المتردي الذي وصل إليه المواطن السوري في ظل الحصار الجائر المفروض عليه من قبل دول العدوان الغربي المتصهين، فالمسرح عموماً فن راق يحاكي المشاعر الإنسانية في كل تجلياتها، ولكن كي يرتقي فن المسرح في بلدي يحتاج أكثر ما يحتاج إلى دعم مادي من المؤسسة الرسمية، وتغيير بعض القوانين كي يتم التعاطي مع الفعاليات الاقتصادية الوطنية، كي تدعم المسرح والمشتغلين فيه.
سهير برهوم: نصوص قاصرة
وترى سهير برهوم مديرة المسرح القومي أن المسرح كما كل الفنون يتفاعل مع الوضع الراهن، ونحن كشعب في سورية اعتدنا أن نلتزم بقضايانا وندافع عنها، ودائماً ثمة ما يقض مضجعنا ويؤرق عيشنا إن كان قضية قومية أو هم مجتمعي ما، والمسرح بدوره يتفاعل مع هموم المجتمع وقضاياه، وهذا هو دوره المنوط به.
وفي عودة للنصوص المكتوبة منذ زمن وخصوصاً ما كتبه ممدوح عدوان، سعدالله ونوس، أبو خليل القباني، محمد الماغوط، فرغم أنها كتبت منذ عشرات السنين، لكنها لا تزال تحاكي الواقع الراهن، كونها تسلط الضوء على العدو بأشكاله المختلفة وهموم المواطن في غير جانب من الحياة اليومية.
ولكن في هذه المرحلة ومنذ 11 عاماً إلى الآن بدأ الهم يغزو جميع تفاصيل الحياة، ورغم ذلك فالنصوص قاصرة عن التعبير ومواكبة الأحداث، وهي نصوص لا ترقى إلى مستوى الهم الحياتي اليومي، ويعكس عجز الفن عن مواكبة قضايا المجتمع.
وأضافت مديرة المسرح القومي: إن الكتّاب قديماً كانوا يغوصون في عمق الحدث، وكتاباتهم أكثر عمقاً، ولكن رغم دور الفن في تسليطه الضوء على القضايا الكبرى لم يستطع إلى الآن أن يحدث تغييراً، ولم يستطع تحفيز الناس على التغيير أيضاً.
مأمون الخطيب: الحرب أفرزت قضايا جديدة
ويبين الفنان مأمون الخطيب أن اختلاف محتوى النص المسرحي السوري بين الماضي والحاضر، أي قبل الحرب على سورية وبعدها أنشأته الضرورة والحاجة إلى عدم اعتماد الترف الفكري والنفسي، الذي كان متواجداً قبل الحرب، حيث كان المخرج أكثر راحة في انتقاء موضوعاته وأفكاره، إما من النصوص العالمية أو العربية أو حتى الشخصية التي تعني وتقلق المخرج نفسه، وهي بالضرورة قد تعني المتفرج المسرحي.

الحرب العدوانية على سورية قد أثرت على أفكار المخرجين من حيث الطرح والتبني، حيث أصبحنا لا نستطيع أن ندير رؤوسنا ونبتعد عما يحدث في المجتمع من أزمات وذيول لهذه الحرب، الحرب أفرزت قضايا جديدة وآنية عن الفقدان والدمار الإنساني والمجتمعي، بل وحتى الدمار الشخصي.
ويضيف الخطيب: لا أعتقد أن المخرج في زمن الحرب هو نفسه في أيام السلم من حيث نتاجه الإبداعي، حيث أنه لا يمتلك ترف الحديث عن الحب والعلاقات الشخصية، بل يتحول الموضوع إلى الدعوة إلى إعادة إنتاج هذا الحب ضمن شرطية السلام والانتهاء من الحرب.

قبل الحرب على سورية كنا أكثر حرية وجرأة في طرح أي موضوع، أما في أوقات الحروب هنالك رسائل وموضوعات أكثر بلاغة وأعمق بسبب كم الآلام الناتجة عن الحروب النازفة سواء جروح حقيقية أم استعارية ضمن دلالات الفقدان والأمل بانتهائها أو تعافيها، ربما قبل الحرب كانت مسارحنا مليئة بنصوص الحنين إلى الماضي وجماله، أما في أوقات الحرب أصبحت تعنى بالغد والمستقبل القريب الخالي من ويلات الحرب وكوارثها التي جعلت جيلاً كاملاً من المسرحيين والممثلين لا يعرفون سوى الأفكار المسرحية التي تتعلق بالأزمة السورية الحالية.
ومع ازدياد مصاعب العمل في المسرح لوجيستياً وإبداعياً، الحرب خلقت أيضاً ظروفاً تؤثر على طبيعة العمل الإبداعي، ومع ذلك لا نملك سوى التحية لكل عمل في المسرح السوري خلال الحرب لأنه حاول أن يعمل ويقول ما لديه ضمن شروط توصف بأنها قاهرة، كل الحب للمسرحيين السوريين قبل الحرب العدوانية على سورية وبعدها.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا