يوم المسرح العالمي.. شجون وطموحات

الثورة – آنا عزيز الخضر:

احتفظ المسرح بمكانته، وبقي على عرشه أبو الفنون، رغم تزاحم الوسائل الثقافية، والتطور التكنولوجي الهائل لباقي الفنون.. ذلك أن لخصوصية المسرح وقعها الخاص، وله عشاقه ومبدعيه ورواده، يبحثون عن نوعيته وتميزه على الدوام…
بمناسبة يوم المسرح العالمي، سألنا أصحاب تجارب في مجال المسرح، فعبروا عن طموحاتهم وشجونهم، وكانت البداية مع المخرج والكاتب “راني أبو عيسى” الذي قال: “المسرح هو دعوة إلى الحياة، وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح، أقول لكلّ المسرحيين: كل عام وأنتم بخير، فالفرضيات حول نشأة المسرح عديدة، ولكن ثمة فرضية تستهويني أكثر من غيرها، ولها شكل حكاية أسطورية: في إحدى ليالي ذاك الزمن السحيق، تجمع رجال في مقلع للحجارة، حول نار مشتعلة، طلباً للدفء، وتبادل القصص والأحاديث، وفجأة خطر في بال أحدهم الوقوف واستخدام ظله لتوضيح حديثه، فما أحوجنا إلى (الجوع إلى الحوار) كما قالها المبدع الكبير “سعد الله ونوس”، خصوصاً مع بزوغ شمس السينما والتلفزيون، والوسائط الرقمية.. لقد غزت التكنولوجيا خشبة المسرح، ودمرت البعد الإنساني فيه، فكافة المجتمعات البشرية دراماتيكية في أساليب حياتها، باعتبار الدراما واحدة من طرق التنظيم الاجتماعية..
أنا لا أدعو إلى العزول عن العوالم الافتراضية، ولكن المسرح يمكن أن يكون أداة قوية من أجل السلام والتعايش، بينما تنفق دول العالم مبالغ هائلة من أجل التسليح، وبعثات حفظ السلام في مناطق الصراع العنيف.
في النهاية أقول لزملائي المشتغلين في المسرح: ليكن عملكم مشوقاً وأصيلاً، مؤئراً، متفكراً، كي يساعدنا في تأمل سؤال ماهية أن تكون إنساناً، علّ تأملنا هذا يبارك من القلب، لنتغلب على معوقات المسرح والفقر، لأن المسرح هو دعوة إلى الحياة.
أما المخرج “حكمت نادر العقاد” فقال: لا شك أن يوم المسرح العالمي، له أهمية كبرى بسبب ما يحمله للمتلقي من تأثير وجداني، فالمسرح يحمل في طياته التعليم والتغيير،
ولم يكن وصفه بأنه مرآة الشعوب عن عبث، بل إنه يعبر وبشكل مطلق عن ثقافة المجتمع، لذلك كان همّ المسرحيون في العالم، تحدي الجهل والتخلف في عروضهم، وقد تسابقوا في نشر إبداعهم لشد المتلقي، وبمواكبة التطور الاجتماعي والتقني، ليزرعوا الأمل والفرح، ومن خلاله يغرسون القيم والفضيلة، فهدف المسرح التطهير الذي تحدث عنه “أرسطو” في كتاب “الشعر”، ولا شك أن علماء النفس اجتمعوا، على أن الإنسان بطبعه مقلداً لأفعال الشخصيات الدرامية السلبية والإيجابية، وأصبح من واجب وأهداف الدراما، معاقبة الشخصية السلبية، ليشكل هذا موعظة للمتلقي، والخطورة أن نترك الشخصيات السلبيه تسرح وتمرح دون عقاب درامي (جسدي – فكري – اجتماعي)..
صحيح أن في مضمون الدراما متعة وسعادة وفرح، ولكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع الفائدة والتطهير، ولا يجوز بأي شكلٍ من الأشكال، أن يكون هناك خللاً في التوازن، ولا تكون المتعة على حساب الفائدة، وألا نصل إلى مستوى السطحية، سواء بالضحك أو الحزن، وعلينا أن نقدم جرعة فائدة مع كل فعل درامي على المسرح، سواء أكانت الدراما (مأساة – أم ملهاة)….
أخيراً: في يوم المسرح أتمنى لكل مسرحيي العالم، الخير والسلام.. أمنياتي أن نرتقي بمسرحنا بشتى أنواعه، العام والخاص، وألا ننسى بأننا نبني جيلاً، فبالمسرح ترتقي الشعوب.
وكل عام وأنتم بخير

آخر الأخبار
تدمير القطاع الصحي.. سلاحٌ إسرائيليُّ آخر لقتل الفلسطينيين تطوير وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي في ريف القنيطرة في الشهر الوردي.. ثمانون عيادة في اللاذقية للفحص والتوعية محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول خطة ترامب أسعار الكوسا والبطاطا في درعا تتراجع.. والبندورة مستقرة  "السورية لحقوق الإنسان" تستقبل وفداً من "الآلية الدولية المحايدة والمستقلة"  التعليم المهني في حلب.. ركيزة لربط التعليم بالإنتاج منشآت صناعية وحرفية بحلب تفتقر للكهرباء.. فهل من مجيب..؟ سيارة جديدة للنظافة.. هل ستنهي مشهد القمامة في شوارع صحنايا؟! كيف نتعامل مع الفساد عبر فهم أسبابه؟ الشهر الوردي.. خطوة صغيرة تصنع فرقاً كبيراً فوضى البسطات في الحرم الجامعي.. اغتيال لصورة العلم وحرمة المكان  غموض وقلق يحيطان بالمؤقتين .. مامصيرهم بعد قرار عدم تجديد العقود؟ الغلاء في زمن الوفرة.. حين لا يصل الفلاح إلى المستهلك حملة الوفاء لكفروما أم الشهداء.. إعادة تأهيل المدارس في مرحلتها الأولى ثلاث أولويات في الخطة الزراعية حتى نهاية 2026 أسباب ارتفاع الخضار والفواكه كثيرة.. والفاتورة على المواطن الروضة.. البوابة الأولى للفطام العاطفي أمراض الخريف عند الأطفال.. تحديات موسمية وحلول وقائية كيف يصبح التدريب مفتاحاً للفرص المهنية؟