من فجرِ المشهدِ.. إلى سيادة الفنِّ المسرحيّ

الثورة – هفاف ميهوب:

في كتابه “فجر المسرح” يشير الأديب والناقد المصري “إدوار خراط” إلى أن هذا الفن الكامل، “ليس طريقاً فردياً للخلاص، بل صيغة جماعية، وميدان للمشاركة، وعملية جمعية للتآلف، وتحطيم للانفصالية والوحدة”..
يشير أيضاً، إلى أن أبا الفنون هذا: “لا يتيح لنا فقط، إعادة براءة الرؤية وتوهجها، والكشف عن حقيقة أنفسنا، وتفريغ توتراتنا النفسية والعضوية، ولا يكتفي بكونه البهجة المعرفية، وفرحة البصيرة، والعزاء للعلاقات التي تقيّد الناس بدل أن تحرّرهم، ودفء التقارب بين الذوات بعضها بعضا.. لايكتفي بكلّ ذلك، بل ويقوم بتطوير الحياة، والمضي بها نحو قيم أكمل، وهي قيم جمالية لكنها بالدرجة الأولى، قيم خُلقية..”..
إنها الرؤية التي دفعت هذا الأديب، للسعي إلى مصاحبة المسرح من بداياته، وللبحث عن منابعه، عبر تاريخ من التطور الذي قدمّ عنه، دراسات متلاحقة وعديدة..
فعل هذا، اعتماداً على مشاهد الدراما البدائية، التي أعاد تنسيقها وصياغتها بأسلوبٍ حديث، كان فيه مؤلفاً فهم الإنسان وأحسّ به، فأسّس مشاهده الدرامية بناءً على عادات وطقوس وتقاليد إنسانه البدائي، الذي استمدّ من دراسته، ما أضاف له زخماً معرفياً توضّح أكثر، عبر قراءته لعلم الإنسان، والدراسات التي قُدّمت في هذا العلم..
إنه ما جعله يرى بأن الدراما البدائية، تنشأ من طقوس وسحر وأساطير الديانات التي كانت سائدة آنذاك، وقد وجدها مشاهد درامية كاملة، يقوم فيها الأبطال بتشخيص الطوطم أو الأسلاف أو الأرواح، وتدور فيها قصة الأسطورة التي تؤمن بها العشيرة أو القبيلة، إيماناً كاملاً، يجعل من الأسطورة حقيقة لا تقبل الشكّ، بل وتؤثّر بشكلٍ فعّال في كلّ أحداث الحياة، وتبقى مرتبطة بالدين أوثق ارتباط…
إنه ما أسماه بـ “المسرح السحري” حيث أنصار ما تصوّره عن الدراما البدائية، يربطون بين الدراما ذاتها، وبين الدين..
إن بحث “خراط” في فجر المسرح، ومنذ أن عُرفت الدراما في أكثر صورها بدائية، الابتهال، المحاكاة، الترنم، الصلاة، جعله يكتشف بأن تعبير الإنسان البدائي عن مشاهده الدرامية، كان تعبيراً فطريّاً، ساذجاً، هدفه استرضاء قوى الطبيعة، وقوى الحياة الغامضة، عبر الاندماج بها والتأثير فيها، من خلال التقليد والمحاكاة، ودون ممثل أو مخرج أو جمهور، فالجميع وحدة متشاركة، تتماهى حتى العمق..
يتطور الإنسان البدائي، وعبر الفهم والمعرفة يصل إلى مجده المسرحي، حيث عالم الفن الدرامي.. عالم المسرح الذي دخل إليه من الظلمة فأضاءه بالنور، والذي بثّ فيه الحياة، وما زال يضيء هذه الحياة ويجددها، وسيبقى ما بقي يفكر ويتطور ويبدع.

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية