تفاعل الذات المبدعة مع الحياة

الثورة – عمار النعمة:

لاشك أن المسرح فن إنساني خاص غني بالحيوية والحياة, عكس الواقع الاجتماعي والثقافي عبر التاريخ من خلال رصد المعاناة والتأكيد على القيم الإنسانية والجمالية.. وهو في المحصلة يعيد الإنسان إلى روحه ووجدانه عبر الحوار المثمر والفعال.
في اليوم العالمي للمسرح نستذكر معاً أن ثمة من تحدث وكتب حول المسرح فأجاز وأبدع, ومنهم على سبيل المثال: الدكتور علي عقلة عرسان الذي ألف كتاباً تحدث من خلاله عن المسرح وتاريخه في البلاد العربية, وحين سئل عن اختياره لعنوان (الظواهر المسرحية عند العرب) قال: لشعوري بأنني أبحث عن موضوع ليس له السمات والمواصفات والمقومات المتعارف عليها للمسرح في القرن الواحد والعشرين، وفهم المسرح في هذا القرن هو ذلك الفهم المتوارث عبر أجيال وعصور، والمترافق مع تطور معين بدأ بالمسرحية اليونانية، ثم استمر عبر المسرحية اليونانية، فالعصور الوسطى، فأوروبا.. حتى أصبحت البنية والمواصفات والعرف المسرحي في العالم هو المفهوم المسرحي الغربي.
تناول الدكتور علي عقلة عرسان في كتابه (الظواهر المسرحية عند العرب) العناصر الستة التي يجب توافرها في النص المسرحي وقال:
لم تخرج الدراما، بمعناها الشامل والمتعارف عليه في القرن العشرين، عن عناصر ستة، هي المقومات الرئيسية لوجودها وهي: النص الإخراج التمثيل المناظر المسرحية الجمهور دار العرض المسرحي.
ولكل من هذه العناصر مقوماته ومواصفاته، ومكانته وشروط فعاليته، في العمل المسرحي, والعرض الناجح لا بد أن يحدث تأثيرات عامة في الجمهور أهمها:
الإمتاع: على أن يفهم من الإمتاع، الفائدة والتسلية.
نقل حصيلة خبرة إنسانية للناس، والتأثير فيهم بقصد تحريضهم على تغيير واقع معترض عليه، واستبداله بواقع أفضل منه، ويبدأ ذلك بتغير الذات.
القيام بعمل من شأنه أن يحسن مفهوم الحياة بنظر الإنسان، ويرقى بقيمه وأحاسيسه ومشاعره، ويطور نظرته للوجود ونظرته لدوره ومكانته هو في الوجود.
ولا بد من الإشارة إلى أن الفن عامة، والمسرح خاصة، لم يكتسبا هذا الدور، ولم تبرز لهما حدود تلك الوظيفة والفاعلية في حياة الناس وبناء الحضارة، إلا بمرور الزمن، ونتيجة تطور طويل الأمد أملته حاجة إنسانية للعطاء، على المستوى الفردي، ورغبة إنسانية في التلقي على المستوى الجمعي، ورغم أن هدف الفن كان منذ بداياته: التعبير عن تفاعل الذات المبدعة مع الحياة والناس، ورصد تجربة ومعاناة وخبرة، بهدف تحقيق مستوى أفضل من الإحساس والتذوق والتفكير والحياة، في إطار جمالي هو في حد ذاته إحدى الغايات الإبداعية، وإثبات وجود الذات بمواجهة الجماعة والطبيعة والكون، والفوز برضا الناس وانتزاع إعجابهم، عن طريق الظهور أمامهم بمظهر الساحر القادر على التفوق والإبهار، وصانع الأعاجيب مما لا يقدرون هم على صنعه، ومحور الاهتمام العام، رغم أن تلك كانت أهداف الفن الرئيسية، إلا أنه حمل في ثناياه طابع الطقس الديني والوعظ والإرشاد، أي الصفة التعبدية والتعليمية في آنٍ معاً، وكان يؤدي إلى تطهير وراحة في نفس وضمير الإنسان المبدع ذاته، وفي الجماعة التي يوجه إليها الإبداع، أو المشاركة فيه بشكل من الأشكال.
ويمكن أن نلاحظ منذ البدايات الأولى لهذا الفن، التي بوسعنا أن نرجعها إلى نشأة التجمع الإنساني البدائي في مجتمعات الصيد والرعي، يمكن أن نلاحظ وجود العناصر الرئيسية للفرجة وهي:
الراوي (الممثل): الذي يجسد حادثة بإعادة تقديمها أو بإعادة خلقها كفعل مسرحي يعتمد على: الكلام والإيقاع والحركة، بشكل مرتجل، غير مكتوب ولا منسق مسبقاً.
المكان: الذي يتصدر منه ذلك الشخص المجموعة الجالسة، ويستقطب أنظارها واهتمامها.
النظارة: الذين يتابعون بتأثر واستمتاع ما يقدم إليهم، وتنغرس في نفوسهم خلاصة تجربة إنسانية، إن لم تكن فائدتها أغزر من تسليتها، فهي على كل حال أدت غرضاً يحتاج إليه الإنسان.
وإذا تجاوزنا ذلك التصور لبداية الظاهرة المسرحية، مع بداية نشأة التجمع البشري، وفتشنا عن ظاهرة مسرحية أكثر نضجاً في حياة البشرية، وخلال العصور التاريخية، منذ أن سجل الإنسان، بشكل مفهوم، خلاصة معاناته وتجاربه وتفاعله مع الحياة ومعطياتها، لوقعنا على بداية ناضجة نوعاً ما، تخطت فيها الظاهرة المسرحية الأشكال البدائية الأولى التي تصورنا وجودها.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا