الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
كان أطفال واسطة العقد على موعد لمدة ساعة مع عرض مسرحي سلس لطيف يدخل القلوب بهدوء عنوانه “سرحان في وادي كسلان” تأليف الكاتب الكبير نور الدين الهاشمي وإخراج أفرام دافيد قدَّمه بمشاركة فرقة أطلق عليها “المحبة” ضمن فعاليات أيام أبي الفنون ضمَّه مسرح قصر الثقافة بحمص.
بدأ العرض بلوحتين تراثيتين سريانيتين باللغة والغناء وحتى اللباس الفلوكلوري القديم بألوانه المختلفة دربتهم مادلين عشي.
والحكاية تقول: بأنَّ سرحان كسلان يحبُّ النوم ويدَّعي المرض توقظه والدته للنهوض والعمل وعندما يذهب يكتشف عدم قدرته على القراءة فيذهب من طريق وادي اللصوص ويلتقي لبيباً يحب العمل بالمخبز كي يرى الأرغفة اللذيذة بينما يدفعه أخوه للسرقه ويبررها بأنَّها شطارة لكنَّه يسمع كلامه فيلجأ إلى خداع وغش بائع الدجاج المحتاج وعندما يلتقي سرحان بهما يسلبانه كيس القمح لكنَّ زوجة سرحان تعيد ما سرق بمساعدة حمارهما ونهاية المطاف يعرف سرحان بأنَّ العمل والنشاط والدأب أفضل من النوم.
تمكَّن المخرج من تصميم ديكور يحرِّك الخيال ويدعو للحبور والفرح يتكوَّن من مناظر طبيعية تتناسب مع الأطفال رسم عليها منازل ريفية خشبية جميلة تشبه شكل الفطر بالألوان الأساسية الجذابة الأخضر والأصفر والبرتقال والترابي ويتبدل الديكور الخلفي إلى بيوت وشمس ذهبية. رافقته إضاءة سُلِطت من سقف الخشبة وظفت حسب المشاهد بأن تكون أكثر سطوعاً في محيط الغرفة والفناء.
المخرج أفرام دافيد أشار بأنَّه اعتمد على كادر عمل مجموعة من الأطفال واليافعين تمَّ تدريبهم وعددهم ٢٤ نصفهم يؤدُّون رقصات منوعة والبقية تؤدي أدوارها ضمن العرض من الفئات العمرية بين ٩-١٦عاماً والنص اختاره فكراً هادفاً ويدعو العرض لأن يكونوا فاعلين نشيطين يعملون دون تقاعس كما أنّها دعوة للكبار كي يعرفوا في المستقبل نتائج التباطؤ عن العمل وسيتم كسر القواعد المسرحية بتأليف فرقة تراثية سريانية للعودة إلى تراث منذ آلاف السنين للحفاظ عليه.