ثورة أون لاين
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن القرارات التي تمخضت عن القمة العربية الحادية والعشرين في قطر هي من أكثر القرارات وضوحاً على الأقل بين القمم التي عقدت في العشرين عاماً الماضية.
وأوضح الرئيس الأسد في حديث لصحيفة الشرق القطرية أن قمة الدوحة من أفضل القمم منذ عام 2000 إلى اليوم من ناحية القرارات التي عكست الوضع العربي بشكل عام وعكست تعلمنا كعرب من أخطائنا وانتقلنا إلى قمة الدوحة ونحن متعلمون جزءاً أساسياً من الدروس ووصلنا إلى قرارات واضحة مدللاً على ذلك بالقرارات الصادرة عن القمة بشأن السودان وإسرائيل والمبادرة العربية التي كانت واضحة مشيراً إلى أن المبادرة العربية مشروطة فعندما يوجد شريك تكون هناك مبادرة.
وقال الرئيس الأسد إن قمة الدوحة تعد ناجحة وإن المصالحات التي تمت خلالها كانت جدية وصادقة مضيفاً أن نوعية الحوار الذي دار خلال القمة لم يكن موجوداً في السابق وشهدنا نتائج وحواراً مفتوحاً وكانت هناك صراحة حتى في اللقاءات الثنائية وكل هذه الأمور جعلت من قمة الدوحة قمة ناجحة. وأكد الرئيس الأسد أن القادة العرب بدؤوا يدركون حجم المخاطر التي تواجههم وأن لغة الحوار باتت تحكم العلاقات القائمة بينهم لكن المهم الآن هو كيف نضع أساساً لهذا الحوار مشيراً إلى أنه بناء على الكلمة التي ألقاها سيادته في القمة ستقدم سورية مقترحاً للرئاسة القطرية للقمة لكي نصل إلى القمة المقبلة ولدينا أسس أكثر لمأسسة حالة الحوار والتضامن التي شهدناها حتى لا تكون حالة شخصية فقط.
20090402-220420.jpg
وأشار الرئيس الأسد إلى أن القمة عقدت ضمن الظروف العربية أولاً وثانياً ضمن حالة مؤسسة الجامعة العربية وإذا أخذنا الحالة العربية فهي حققت قفزات جيدة نسبياً ولاسيما في الظروف التي كانت قائمة منذ أشهر حتى الوصول إلى قمة غزة الطارئة في الدوحة والعدوان على غزة وأكملت خلال القمة بموضوع المصالحة السعودية الليبية.
وقال الرئيس الأسد إن المصالحة الليبية السعودية هي انعكاس بدون شك للمصالحات العربية ولا تقتصر بين دولتين فقط. وفيما يتعلق بإصلاح الجامعة العربية والمشاريع المطروحة في هذا الشأن أوضح الرئيس الأسد أنه لا بد من وضع أسس تلتزم بها الدول وإذا لم تكن هناك مأسسة لنوع العلاقات وتحديد صلاحيات كل دولة وما هو مسموح لها داخل الجامعة لا نستطيع الانتقال إلى بنى ملزمة وسورية تدعم هذا الاتجاه ولا بد من مأسسة العلاقة المباشرة وتحديد صلاحيات كل دولة في الجامعة العربية.
وفيما يتعلق بقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير أوضح الرئيس الأسد أن الدول العربية بات لديها وعي بأن هذا القرار هو بداية لسلسلة أعمال مشابهة أخرى وأن لديها قلقاً بهذا الشأن وهناك أطراف تستخدم المؤسسات الدولية من أجل مصالحها. وقال الرئيس الأسد إن هناك تسخيراً للمؤسسات الدولية لمصالح دول مشيراً إلى أن مصدراً أوروبيا قال إنه يمكن إيجاد مخرج لقضية الرئيس البشير ولكن بشروط..هذه عملية ابتزاز وإذا كانت هناك إبادة..توجد إبادة ولكن أن تقول هناك مخرج بشروط هذا يعني أن الإبادة مسموحة لكن بشروط. وأوضح الرئيس الأسد أن سورية رفضت مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس البشير وأعلنت أن أي قرار دولي لا يجوز أن يكون أعلى من أي قرار وطني.
وحول العلاقات السورية الأمريكية قال الرئيس الأسد إن البدايات مبشرة وجيدة لأنه لم تعد هناك إملاءات عندما نتحاور وهناك استعداد لسماع رؤيتنا تجاه القضايا المختلفة..هذان العاملان إيجابيان والبوادر إيجابية ومن المتوقع أن تكون هناك أشياء أخرى مستقبلاً.
وأضاف الرئيس الأسد أن العلاقات السورية الأمريكية لم تنقطع خلال الإدارة السابقة حيث كانت تذهب وفود للحوار والآن نحن نصيغ هذه العلاقة ونضع لها أسساً من الاحترام المتبادل وستكون هناك وفود بالطبع.
وبشأن إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة خططها للانسحاب من العراق أكد الرئيس الأسد أن سورية كانت ضد احتلال العراق منذ البداية وحتى اللحظة الأخيرة والشيء الإيجابي الجديد هو إعلان الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية رغبته في الانسحاب من العراق وهذه نقطة مهمة وأعلنا أننا مستعدون لمساعدة أمريكا على هذا الانسحاب لتحقيق الهدف الذي نسعى نحن والعراقيون إليه وهذا يعتمد على الرؤية الأمريكية.
وبخصوص الحوار الفلسطيني الفلسطيني أكد الرئيس الأسد أن المصالحة الفلسطينية تحمي الفلسطينيين من العدوان الإسرائيلي وأيضاً تساعد في إطلاق السلام على المسار الفلسطيني مؤكداً دعم سورية للمصالحة بين الفلسطينيين لأن عدم وجودها يضر بالمصالح السورية.
وبشأن التحدث عن سلام مع وصول حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل قال الرئيس الأسد: بالنسبة لنا كل الحكومات يمينية في إسرائيل لأن الحكومة التي كانت قبلها قامت بحرب ضد لبنان وضد غزة واعتدت على سورية والجميع في إسرائيل متشابهون لذلك نحن كعرب يجب أن نضع أسساً حاسمة بغض النظر عن الطرف الآخر ومن يلتزم بهذه الأسس عندها لا توجد لدينا مشكلة.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع إيران وتعرض سورية لترغيب وترهيب من أطراف خارجية لفك ارتباطها بها قال الرئيس الأسد: هذا صحيح ولكن لماذا نقوم بهذا الفك طالما أن ايران تقف معنا ومع القضية الفلسطينية وإذا كنا نريد الاستقرار فيجب أن نبنى علاقات جيدة مع الدول وليس العكس ونحن دولة لدينا مبادئ ولدينا مصالح ونتفق مع ايران بالمبادئ ونتفق معها بالمصالح.
وحول العلاقات السورية القطرية أكد الرئيس الأسد أنها في تطور مستمر وهناك صعود ثابت لهذه العلاقة مشيراً إلى أن قطر امتلكت الإرادة لتكريس رؤية مهمة على الساحة العربية وسورية كذلك.