الثورة – ميساء الجردي:
يعود العمل الإنساني بالنفع والخير على الشخص الذي يقدم المساعدة والمتلقي في الوقت ذاته، فالعمل الإنساني يذكر الفرد بإمكاناته وقدراته، ليس المادية فقط، ويوسع آفاق التفكير وإيجاد الحلول لمشاكل الآخرين، حيث سيشعر الفرد بالنعم التي تحيطه والتي لم تكن في حسبانه.
والجميل في العمل الإنساني الذي تقدمه جمعية دوما الخيرية أن عملها مستمر ولايتوقف على مدار السنة ولا يرتبط بتقديم معونة عينية أو مادية فقط، فالباب مفتوحة أمام جميع العائلات المحتاجة والأيتام وذوي الإعاقة، كما هي مفتوحة للتدريب والتأهيل في تعليم المهن وأهمها مهنة الخياطة.
وهناك عدد من المشاريع التنموية التي تساهم في بناء الطفل وتعليم اليتيم وتدريب النساء المعيلات وغيرها.
يؤكد المهندس محمد فارس البرغوث رئيس مجلس الإدارة أن الجمعية تأسست منذ أكثر من ستين عاماً برقم إشهار 534 وهي تعمل في مجال الإغاثة والتأهيل والتدريب، وفي مجال الإنتاج بعد أن طورت عملها في هذا الاتجاه، مشيراً إلى وجود مكتب للمساعدات الدائمة للمرضى الذين لا يستطيعون العمل، وقسم للمساعدات الموسمية مخصص للعائلات التي ليس لديها إمكانيات لشراء مستلزمات المدارس أو الأعياد، ومكتب لمسة عافية المخصص لمساعدة أصحاب الإعاقات الدائمة مثل الشلل الرباعي، ومكتب مخصص للأسر التي ليس لها معيل، وهناك مكتب أصدقاء اليتيم الذي من خلاله يتم تقديم رواتب شهرية للطلبة الأيتام، ويتم ذلك بكل شفافية ومسؤولية مجتمعية وإنسانية تجاه هذه الشرائح.
* مئات المستفيدين..
وتحدث البرغوث عن برامج مختلف لهذا العام خلال شهر رمضان من أهمها توزيع رواتب شهرية مع راتب إضافي من أجل العيد، ويرافق ذلك سلة غذائية، وتوزيع ألبسة لكل العائلات المسجلة بالجمعية الدائمين والموسميين الذين تقدم لهم المساعدات بالمناسبات، إذ إن الأمر متعلق بالإمكانيات التي ترد إلى الجمعية، ومن الممكن أن يكون هناك سلة ضيافة خاصة بحلويات العيد وهذا حسب ما يتوفر من تبرعات للجمعية ولكنها موجودة ضمن القائمة.
لافتاً إلى أن عدد المستفيدين بالجمعية من الأيتام يصل إلى3710 أيتام، وهناك 352 أسرة مستفيدة من برنامج لمسة، ويوجد 1100 طفل فاقدي القيود تقدم لهم المساعدة، إضافة للأسر الدائمة وعددهم 837 أسرة، وهناك شريحة الموسميين والبالغ عددهم 7 آلاف أسرة وهؤلاء يحصلون على المساعدات فقط خلال المواسم مثل الأعياد وافتتاح المدارس وبداية الشتاء وغيرها.
* مشاريع تنموية..
هناك العديد من المشاريع التنموية التي تعمل عليها الجمعية مثل التوسع في ورش ومشغل الخياطة وتفعيله بشكل أكبر والتركيز على التعليم وتشجيع العمل المجتمعي وعلى تأمين كافة الخدمات التعليمية والصحية المتعلقة بالأيتام وخاصة بعد أن وصل العمل في بناء مبنى الأيتام إلى 80% حالياً، وإحراز تقدم كبير في إنجاز صالة الزهراء التي وصل العمل بها إلى 90%، وتخصيص شقة لأطفال التوحد تم التبرع بها من قبل أحد أصحاب الخير لتصبح مركزاً خاصاً لاستقبال المصابين بمتلازمة داون والصم والبكم.
* تكاليف كبيرة..
تُفعل الجمعية اليوم جملة من المشاريع التنموية وتعمل بكل طاقتها لتخفيف المعاناة عن شرائح مختلفة من المجتمع المحلي، إضافة إلى التكاليف الكبيرة للمساعدات الشهرية، فقد أكد المدير التنفيذي للجمعية توفيق البرغوث على وجود أرقام كبيرة جداً للصرف، إذ تصل رواتب الأسر المسجلة في الجمعية بشكل شهري إلى 100 مليون ليرة سورية، يضاف إليها النفقات الإدارية، وجزء آخر من الإيرادات يخصص لترميم الأبنية واستثمارها لتأمين دخل للجمعية.
وأشار المدير التنفيذي للجمعية أن مشروع الخياطة مستمر في عمله إذ يتم التحضير حالياً لمتطلبات عيد رمضان، وهناك ألبسة جينز في جميع خطوط الإنتاج منها للسوق ومنها للجمعية.
لافتاً إلى أن التوزيع يكون بحسب الإمكانيات وبحسب ما يرد إلى الجمعية، وغالباً يتم توزيع الملابس في العشرة الثانية من شهر رمضان بحيث تعرف العائلة نفسها إذا أخذت من الجمعية لا داعي للشراء.
وتمنى رئيس مجلس جمعية دوما ومديرها التنفيذي أن تنتهي العقوبات الاقتصادية الظالمة، وأن تخف الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها سورية، نظراً لأهمية ذلك في تحسن الوضع المعيشي والمادي للناس، وأن يتمكنوا من تقديم المساعدات بشكل أسهل وخاصة بعد أن توسعت دائرة العائلات التي أصبحت بحاجة لمساعدات على أصعدة مختلفة.