معروف عن السوريين أنهم محبون لعمل الخير وتقديم المساعدة الاجتماعية لإخوانهم خاصةً في شهر رمضان الكريم شهر الخير والكرم، وعلى الرغم من صعوبة الظرف الحالي الا أن العمل الخيري لم يتوقف، ربما تراجعت وتيرته لكن لم يتوقف…
مبادرات العمل الخيري في سورية حتى منذ ماقبل السنوات العجاف واسعة النطاق وحجمها كبير، إلا أنها حتى اللحظة لم تتعد الإطار الفردي والعشوائي غير الممنهج فمن يقدم المساعدة يرى أن الاقربون أولى بالمعروف لذا تجد المبادرات تتوجه للأقرباء والمعارف والحي والقرية ربما دون أن تشمل أوسع شريحة حتى وإن كانت كبيرة الحجم…
اليوم الحاجة للعمل الخيري أكثر وأشد ضرورة خاصة مع تراجع الدور الاجتماعي للجهات المعنية جراء الظرف الحالي المعروف، وهنا ثمة مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق المجتمع الأهلي ككل وربما المؤسسات الحكومية تتحمل جزءاً منها، فهي معنية بالدرجة الأولى بتنظيم وتوجيه المبادرات الخيرية لتحقق أعلى نتيجة ولتشمل أوسع شريحة وبشكل يكون رديفاً لجهود الدولة المنهكة…
التجربة المصرية مثال يحتذى به في هذا الإطار، فالعمل الخيري فيها وصل لمرحلة متقدمة شملت مختلف المجالات بدءاً من المستشفيات العملاقة المتخصصة، ومروراً بدفع ديون بعض المحتاجين وليس انتهاء بتقديم المساعدة للقرى الفقيرة والأسر الأشد حاجة علماً أن سبب نجاح هذه التجربة يعود للمجتمع الأهلي الذي يقف وراءه رجال الأعمال والمستثمرين والممثلين…
سورية كانت من أولى الدول التي سجلت حضوراً في هذا المجال، وربما الكثير لا يعرف أن مشفى الكندي الذي سطر أروع مثالاً للصمود في مدينة حلب وكان أول وأضخم مركز لمعالجة الأمراض السرطانية، تم تجهيزه بالكامل في ستينيات القرن الماضي من المبادرات الخيرية للسوريين وكذلك الأمر لمشافٍ عريقة كالمواساة وابن النفيس..
أعتقد أن الفرصة سانحة ومتاحة لتنظيم العمل الخيري في سورية بما يرقى لمستوى سمعة السوريين في مجال العطاء الذي كان على الدوام بلا حدود.
على الملأ – باسل معلا