في يومه العالمي.. كتاب الطفل بيــن الــــواقع والمطـــلوب

الملحق الثقافي: نوار حيدر:

حصاد المستقبل يبدأ من إرواء الأرض العطشى لتنبت ومن ثم تزهر، كما الطفل الذي يجب أن يرتوي قراءة ومعرفة ومتابعة، فمتابعة الطفل وتزويده بالكتاب ليعتاد على القراءة هو جلّ ما يمكن تقديمه لأطفالنا لدعم طفولتهم وتوجيههم ليكونوا فاعلين في حياتهم وداعمين للمستقبل.. وبمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل كانت لنا هذه الجولة مع المهتمين بهذا الشأن ولاسيما في مجال النشر.
جيل يبني جيل يقرأ
رئيس اتحاد الناشرين السوريين السيد هيثم الحافظ يرى أن تربية الطفل تعتمد على المعرفة والعلم والقراءة
تابع الحافظ : نحن نعمل من خلال أطر ثقافية متميزة ومن خلال منشورات للأطفال تعنى بالقيم الثقافية العالية، كما أنها تعنى بالعلم والمعرفة والتقدم.
عندما ننتج منشورات متعددة للأطفال يكون هدفها الأساسي والأول تكوين عادة القراءة التي علينا أن نعمل عليها كمجتمع والذي يتوجب عليه أن يقوم بابتداع أفكار إيجابية وجديدة تعزز قيمة القراءة وتنقل المجتمع إلى مجتمع قارئ لا إلى مجتمع متلق لثقافات غازية مهدمة.
ونحن في اتحاد الناشرين السوريين نأخد على عاتقنا كما جميع الناشرين عموماً إثراء المجتمع السوري بالمطبوعات الموجهة للأطفال التي تزيد من حب المعرفة والاطلاع من خلال جودة المنتجات التي يصدرها الناشرون.
لاسيما أن الطفل السوري لا يزال يتمسك بالقراءة ويستمتع بها ويعمل بشكل مستمر على إثراء ثقافته من خلال علاقته بالكتاب في ظل التكنولوجيا الحديثة.
فالتكنولوجيا لم تؤثر تأثيراً كبيراً على الكتب الموجهة للأطفال، ربما أثرت على كتب الكبار، لكن من واجبنا أن ندمج التكنولوجيا بالكتاب والموسيقا والصوت مثل أن يكون لدينا كتاب صوتي نقدم من خلاله قيماً ثقافية جديدة و رؤية حضارية مميزة.
في ظل أزمة كورونا تأثر الكتاب عموماً ليس في سورية فقط إنما الكتاب العربي عموماً وخاصة الكتب الموجهة للكبار، أما بالنسبة للكتاب الموجه للأطفال طاله التأثير في بداية الحرب على سورية والآن بدأ يتعافى وبدأ الإنتاج يسير بشكل متوازن وجيد خاصة في أشهر الصيف التي تجعل من كتاب الطفل حاجة.
«جيل يبنى جيل يقرأ» هو شعار أطلقه اتحاد الناشرين السوريين ويسعى بناء عليه إلى تعزيز قيم القراءة عند الأطفال وإيصالها إلى الناشئة، كما يسعى إلى تقديم القراءة بشكلها الإيجابي من خلال الحكايات والقصص والمسرحيات التي تجعل من القراءة عادة ممتعة لاسيما إذا ترافقت مع الصوت الذي قد يؤديه بعض الفنانين السوريين المتميزين الذين يجذبون الطفل من خلال صوتهم الجميل ليترافق هذا مع قراءة الطفل لكتابه.
واليوم بدأ الناشرون السوريون بانتاج القصص الصوتية بشكل جيد لنقف أمام رؤية حضارية وتنمية للقراءة بشكل واثق لأن المجتمع يرى الآن أن القراءة أصبحت حاجة وليست ترفاً وهذا بات واضحاً للعيان، فالمجتمع السوري يسعى إلى القراءة وإلى اقتناء الكثير من الكتب خاصة الفئة الموجهة وهي فئة الأطفال أو الناشئة، كما أنه يقدم كتاباً جدداً.
نسبة الكتب الأكثر مبيعاً خلال الثلاثة أشهر الماضية هي قصص الأطفال العالمية التي ترافقها الجودة في الطباعة والشكل المميز الجذاب والتي تعطي إثراء بصرياً للطفل من خلال الرسوم المعبرة والمتقنة، وأرى أن بعض الروايات الشبابية الموجهة للناشئة كان لها دور كبير ومهم ،إضافة إلى كتب تعليم الأحرف والأرقام العربية التي كان لها حضورها، ناهيك عن القصص الجديدة للكتاب الشباب الجدد التي نراها في الأسواق السورية بشكل ملحوظ و نرى إقبالاً واسعاً عليها.
ختم الحافظ صار واضحاً أن المجتمع السوري يبحث عن الكتاب ذي السعر المقبول وأنا من منبركم أنادي الكتّاب ودور النشر والمطابع والمكتبات ومن يعنى بالطباعة أن يحاول أن يقدم كتاباً بسعر مقبول بعيد عن المغالاة، ليكون هذا الكتاب رؤية جديدة للناس، مقبول لدى جميع المستويات العمرية، ومن كل طبقات المجتمع كي نعزز قيم القراءة ونعمل عليها جميعاً.

تكريس القيم
أوضح مدير دار نشر الرواد السيد قاسم تراس أن اللغة السليمة والراقية المستخدمة في المنشورات الخاصة بالأطفال تدعم لغة الطفل بشكل كبير جداً، والقيم الأخلاقية والأدبية المتضمنة في منشورات الطفل تؤسس شخصية الطفل الإبداعية، وتنمي فيه مهارات الحياة اليومية والحياة الاجتماعية، وترسخ دوافع النشاط والعمل فيه.
الرسوم الراقية والجذابة لا تقل أهمية عن مغريات التكنولوجيا المعاصرة، لذلك لا بد أن تزهو كتب الاطفال برسوم وألوان جذابة وتحاكي تفكير الطفل المعاصر، كما أنه لابد من وجود كتب أطفال متطورة، بمعنى أنها تحمل معها مثلاً صوت، أو صفحات بارزة (مجسمات) أو صفحات قابلة للكتابة والمسح مثلاً، أي أن كتاب الطفل لابد أن يتطور من شكله الكلاسيكي القديم إلى شكل معاصر أكثر.
انخفضت نسبة النشر بشكل عام وبشكل كبير خلال المدة السابقة بسبب جائحة كورونا، والحقيقة يصعب كثيراً تقدير نسبة النشر أو حجم المنشورات في بلدنا أو في العالم العربي بشكل خاص ذلك لأن العمل الإحصائي لايزال ضعيفاً في عالم النشر، لكن هنالك تراجع كبير وملحوظ في المنشورات عموماً.

التاريخ: الثلاثاء12-4-2022

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق