“أنتي وور”: هكذا تزدري واشنطن القانون الدولي

الثورة – ترجمة ختام أحمد:

غزو غير مبرر من قبل واحدة من أكبر الجيوش في العالم، مسلحة بترسانة مخيفة من أسلحة الدمار الشامل وإدانة شبه عالمية، والمجتمع الدولي في حالة من الفوضى حول كيفية الرد، وأنا أشير هنا إلى القوات الأمريكية المدججة والتي قطعت آلاف الكيلومترات لغزو واحتلال وتدمير العراق.
اليوم ردود الأفعال على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا واضح ولا يحتاج إلى تأويل أنه بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها في المقام الأول، فالولايات المتحدة تقود الدور الرئيسي في توجيه العالم ضد القانون الدولي عندما يتعلق الأمر بها (من العراق إلى سورية إلى أفغانستان) وبحلفائها وشركائها في أماكن أخرى، وأكثر الأمثلة شهرة هي ما يسمى “إسرائيل” فمنذ عام 1967 احتلت “إسرائيل” الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وكذلك الأراضي السورية في الجولان وضمت العديد من هذه الأراضي وقامت باستيطانها، وكلاهما انتهاك للقانون الدولي.
في الوقت نفسه، وفقًا لخدمة أبحاث الكونغرس، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل أكثر من 100 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ عام 1948، مع 3.8 مليارات دولار تم إنفاقها في عام 2021 وحده.
يمكن أن يشمل ذلك مبلغ مليار دولار إضافي من الأموال المقترحة لنظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية، ما يرفع الإنفاق المتوقع على المساعدات العسكرية لإسرائيل في العام التالي إلى إجمالي 4.8 مليارات دولار، والذي يمثل في السنوات الماضية لمعظم المساعدات العسكرية الممنوحة لأي دولة في العالم بأسره، والثاني بالنسبة لجميع فئات المساعدات الخارجية الأمريكية، وعلى الرغم من الكم الهائل من المعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل، لم تقل أمريكا وحلفاؤها أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي بل شجعتها وساندتها لضم القدس الشرقية والحفاظ على مرتفعات الجولان المحتل.
إدانات الإدارة الأمريكية المتكررة للعملية العسكرية الروسية بأوكرانيا والحديث عن “نظام دولي قائم على القواعد” تبدو جوفاء، في الواقع عندما يتعلق الأمر بسياسة الاحتلال والحصار والاستيطان الإسرائيلية، فإن الإدارة الأمريكية لا تعترف لا بالقانون الدولي ولا بحقوق الإنسان.
احتلت تركيا العضو في الناتو، التي يقع على عاتق الولايات المتحدة التزام معاهدة بالدفاع عنها إذا تعرضت لهجوم خارجي، النصف الشمالي من قبرص منذ عام 1974، و قامت بتطهير عرقي لأكثر من 100000 قبرصي يوناني ومنعتهم وأحفادهم من العودة إلى ديارهم، فضلاً عن نقل مواطنيها من الأراضي المحتلة.
في السنوات العشر الأخيرة تدخلت تركيا بشكل مباشر في الحرب على سورية من خلال إرسال آلاف الجنود على الأرض ودعم مجموعات “المعارضة المسلحة” طوال كل هذا، استمرت الولايات المتحدة في دعم تركيا بما لا يقل عن 33،689،676 دولارًا أمريكيًا للمساعدة الأمنية.
تتمتع تركيا بحماية ما يقرب من 1800 فرد عسكري أمريكي معروف في الخدمة الفعلية يتمركزون في جميع أنحاء البلاد على الأقل في ثلاثة عشر موقعًا من الواضح أنه خارج النظام الدولي.
شباط 2021، شنت الولايات المتحدة غارات جوية في سورية بدون إذن من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبدون إذن من الحكومة السورية، يمكن اعتبار هذا الحادث بشكل موثوق عملاً عدوانيًا ضد الجمهورية العربية السورية.
في حزيران التالي أمر الرئيس بايدن مرة أخرى بشن غارات جوية ثانية على سورية و العراق، كيف يمكن للولايات المتحدة أن تتوقع من حلفائها، ناهيك عن خصومها، الالتزام بالسلوك القانوني في سياستها الخارجية عندما تفشل في القيام بذلك بمفردها؟ دون التعمق في السجل التاريخي لانتهاكات الولايات المتحدة، سيكون كافياً ملاحظة انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، أو على الأقل الإجراءات المشكوك فيها للغاية والتي ستسرع الولايات المتحدة في تأديبها في مكان آخر، لتوضيح أن أي حديث عن النظام الدولي القائم على القواعد من قبل الولايات المتحدة هو في أفضل الأحوال بادرة انتهازية تجاه الإنسانية خالية من أي التزام حقيقي من جانبها.
بقلم: توماس ريسنيك
المصدر: Antiwar

آخر الأخبار
وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني هاتفياً تعزيز العلاقات الثنائية بحث لقياس قوة العمل والبطالة في درعا السفارة الأميركية: دعم واشنطن لعودة السوريين من مخيم الهول خطوة نحو إنهاء أزمة النزوح "القاضي"..مستشار أول لشؤون السياسات الاقتصادية واقع الصحة النفسية والدعم الاجتماعي في شمال سوريا مفوضية اللاجئين تتوقع عودة 1,5 مليون سوري بحلول نهاية 2025 إنتاج حليب النوق تجربة فريدة.. هل تنجح في سوريا؟ خطة طوارىء من حليب النوق إلى جبن الموزاريلا... دراسات تطبيقية تربط العلم بالإنتاج ضمن إعادة هيكلة المؤسسات..  رؤساء دوائر "بصحة " حمص ومزاجية في ترشيح الأسماء الفائضة.. إعادة توزيعهم... الدرويش لـ"الثورة" : عدم توفر البيانات يعيق التخطيط للتحول الطاقي  بمشاركة 182 طالباً وطالبة انطلاق الأولمبياد الجامعي الأول في البيولوجيا   لبنان: الموافقة على خطة عودة النازحين السوريين مدير تربية القنيطرة : تحقيق العدالة والشفافية في المراكز الامتحانية 120468 متقدماً للامتحانات في ريف دمشق موزعين على 605 مراكز سوريا و"حظر الكيميائية" تبحثان سبل التعاون بما يخدم الالتزامات المشتركة  "الأوروبي" يرحب بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا الهاتف المحمول في قبضة الأطفال صيفًا.. راحة مؤقتة بثمن باهظ تداول العملات الرقمية في سوريا نشاط غير قانوني... وتحذير من الاحتيال   حلب وغازي عنتاب.. دعم عودة السوريين من اللجوء