الثورة – عبدالغني العريان
نظمت منظمة “شفق” ملتقى بعنوان “واقع الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في شمال سوريا”، وذلك في فندق شهباء حلب، بمشاركة واسعة ضمت ممثلين عن الوزارات والمحافظات السورية، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والمحلية والفعاليات المجتمعية.
ويأتي هذا الملتقى في إطار تعزيز الحوار حول واقع قطاع الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في المناطق الشمالية من سوريا، والتي تواجه منذ سنوات ظروفاً إنسانية معقدة تركت أثراً بالغاً على الصحة النفسية للمجتمعات المتأثرة.
ناقش المشاركون خلال الملتقى أبرز التحديات التي تعيق تطور قطاع الصحة النفسية في شمال سوريا، لاسيما في ظل غياب الاستقرار وضعف الإمكانيات الطبية والخدمية، إضافة إلى محدودية الكوادر المتخصصة في هذا المجال، وصعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية النفسية بسبب التوزع الجغرافي للسكان والاحتياجات المتزايدة.
كما شهد الملتقى طرح مجموعة من الحلول والمبادرات الرامية إلى تعزيز خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، وتحسين جودة الحياة في المجتمع المحلي، من خلال دعم برامج الصحة النفسية المتكاملة، وبناء قدرات العاملين في المجال، وتعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية.
وأكد القائمون على الملتقى أهمية تسليط الضوء على الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من العمل الإنساني في شمال سوريا، مشيرين إلى ضرورة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي كأداة لتعزيز الصمود المجتمعي والاستجابة للاحتياجات الإنسانية.
وقد نال الملتقى تفاعلًا لافتاً من الحضور، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالصحة النفسية في البيئات المتأثرة بالنزاعات، وما لذلك من أثر مباشر على إعادة بناء النسيج المجتمعي.
الجدير بالذكر أن منظمة “شفق” تُعد من المنظمات الفاعلة في العمل الإنساني بسوريا، وتولي اهتمامًا خاصًا بمجالات الدعم النفسي والاجتماعي، حيث تعمل على تنفيذ برامج متنوعة تستهدف فئات مختلفة من السكان، بما في ذلك الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويُعد هذا الملتقى خطوة متقدمة نحو توسيع نطاق الحوار حول التحديات والفرص في قطاع الصحة النفسية في شمال سوريا، وسط دعوات لمزيد من التنسيق والدعم من الجهات المعنية لضمان استمرارية وتكامل الخدمات النفسية والاجتماعية في المنطقة.