الثورة – تعليق ريم صالح:
إلى أين يريد الواهم العثماني أن يصل بحماقاته السياسية والميدانية التي تستهدف الدولة السورية، سواء عبر إقامة المستوطنات، أو القواعد غير الشرعية، والكليات العسكرية في الشمال السوري، أو عبر محاولة تتريك القرى، والأرياف، التي يسيطر عليها؟، وهل يعتقد حقاً أن حماقاته هذه لن تعرف حداً لتقف عنده؟، بل هل يظن فعلاً أن أضغاث أوهامه باسترجاع ذكريات سلطنته، وأجداده العثمانيين البائدة ستبصر النور مجدداً على الأراضي السورية؟، وأين المجتمع الدولي من ذلك كله؟
في الحقيقة ما قام به رئيس النظام التركي رجب أردوغان مؤخراً خلال اليومين الماضيين بالإيعاز لقواته المحتلة ببناء مستوطنة جديدة في عفرين، بتمويل قطري على أراضٍ زراعية كان قد تم الاستيلاء عليها في وقت سابق من أصحابها الأصليين، بعد أن أجبرهم النظام التركي وإرهابييه على النزوح من المنطقة، إنما يندرج في خانة محاولة أردوغان المستميتة لنهب وسلب وترهيب الأهالي واقتطاع ما أمكن من الأراضي السورية، كما أن هذه المستوطنة التي يتم بناؤها حالياً هي الثامنة عشرة من نوعها التي يبنيها نظام أردوغان ضمن مناطق سيطرة قواته المحتلة في ريف حلف الشمالي، وتحديداً في منطقتي عفرين واعزاز، والتي أكدت جميع المصادر والمواقع الإعلامية أنها حملت في طياتها، أي تلك المستوطنات تعاوناً قطرياً، تركياً، لناحية التمويل والتنفيذ.
وحول المستوطنة الجديدة تفيد المصادر أنها تقع مباشرة على الطريق الرئيسي الواصل بين قرية جوما ومركز بلدة شران، وبأن الهدف الأساسي لبنائها هو توطين إرهابيي أردوغان، وضمان استمراريتهم على الأراضي السورية، للبقاء قيد الاستثمار التركي، في أي زمان ومكان، وعلى أتم استعداد لساعة الصفر العدوانية.
سورية من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ستبقى كلاً متكاملا،ً وكل ما تم استعماره، واقتطاعه تركياً في الشمال، أو صهيونياً في الجنوب، سيعود لا محالة بهمة حماة الديار، وانتصاراتهم المشرفة، وبطولاتهم الساحقة، وكل هذه المستوطنات والقواعد غير الشرعية في نهاية المطاف قيمتها والصفر واحد، فلا شرعية لمحتل على أراضينا، ولا صوت تركي يعلو على قرار السوريين، وعلى كلمتهم الجامعة المانعة، بأن الأرض لهم، والاحتلال إلى زوال، وإن لم يكن خروجه طوعاً،فرغم أنفه، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.