لا تستغربوا هذا السؤال، بل على العكس لو كنت الجهة الحكومية المسؤولة عن تسجيل حالات الزواج، لخصصت قسماً لموظفين وموظفات يسألونه للمقبلين على الزواج.
أضع بين يدي السائلين عقود الزواج وأدقق في شروطها المادية، لكن التركيز والوقت أخصصه على بناء أسرة وشراكة بين رجل وامرأة عاشا في بيتين مختلفين، وتعرضا لتنشئتين مختلفتين.
فالزواج يعني بناء أسرة، وهذا البناء يحتاج للكثير من التفاهم والتقبل والصبر والعطاء، هذا في الظروف الطبيعية، فكيف في الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم، وأكثرها إلحاحا غلاء المعيشة.
يزداد الموضوع أهمية وخطورة بعد قدوم الأطفال، والمشاكل التي كانت بين الزوجين ستصبح خطراً على هؤلاء الأبناء،
كي لا يصبح الطلاق هو الحل، على الزوجين الجديدين تدعيم المشاعر والحب والقبول، بتحديد المسؤوليات، وعلى الدولة التدخل عن طريق التدقيق في كتابة عقود الزواج، لا أن يقتصر الأمر على فحوصات طبية تخص صحة الجسم، إنما أيضاً فحوصات نفسية اجتماعية تثبت القدرة على تحمل المسؤولية لبناء أسرة جديدة سليمة وأبناء أصحاء نفسياً وجسدياً.
ازدياد حالات الطلاق في السنوات الأخيرة، يعكس عدم تحمل الشريكين لمسؤولياتهما تجاه البناء الذي دخلا اليه للحفاظ عليه وتقويته بالمزيد من التفاهم والتضحية بالإضافة إلى الحب.
تبقى العلاقة بين الأشخاص حرية شخصية، ومشاعر متبادلة، إلا أن يبدؤوا ببناء الأسرة، تصبح عندها مسؤولية مجتمعية، وعلى الدولة التدخل عن طريق الشروط التي تضمن التقليل قدر المستطاع من المخاطر أو من النتائج السلبية.
لا يكفي التدقيق في كتابة عقود الزواج، بل يجب أن تتبعها مراكز الإرشاد الأسري، لمعالجة ما يتعرض له الأزواج الآباء من مشاكل لا يستطيعون حلها بمفردهم.
الزواج ليس رحلة عاطفية سهلة، إنه بناء جديد يحتاج السؤال كل لحظة قبل الإقبال عليه: لماذا نتزوج؟ لكيلا يغيب عن بالنا الصعوبات وتحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات، وإيجاد الفرص.
عين المجتمع -لينا ديوب