تنساب مياه نهر بردى هذه الأيام بغزارة في مجراه الذي يمتد لأكثر من 70 كيلومتراً، مضفياً على كل ما حوله أجواء من الجمال الربيعي الساحر، ومغازلاً معشوقته الأزلية دمشق التي طالما ارتبط اسمها بوجوده ، وكم يحدونا الأمل بأن يعود بردى نظيفاً معافى يزين وجوده عراقة أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.
في العاشر من كانون الثاني الماضي أعادت محافظة دمشق فتح ملف مشروع «إعادة إحياء نهر بردى» من جديد، معلنةً إطلاقه بعد أن قدمت جامعة دمشق دراستها التمهيدية لتنفيذه ضمن مراحل زمنية يُتفق عليها، وبتكلفة مبدئية 14 مليار ليرة ، وهي ليست المرة الأولى التي يطلق فيها مثل هذا المشروع، فقد سبق أن رصدت الحكومة خلال السنوات السابقة مبالغ مالية كبيرة لتنفيذ مشروع مشابه وعلى مراحل، حيث قدمت الحكومة سابقاً 14 مليار ليرة لإحياء نهر بردى لكن لم ينفذ على الأرض سوى النزر اليسير من الإجراءات التي تلاشت فيما بعد وتبخرت الـ 14 مليار ليرة لتكون المحصلة صفرية على أرض الواقع!
إن تلك المبالغ المالية الضخمة التي صرفت وتصرف بين الحين والآخر تحت عنوان تنظيف مجرى نهر بردى وتفرعاته لم تغير من واقع حال مجرى النهر وفروعه، بل زادت حالته سوءاً ومنعكساته السلبية تفاقمت حول محيطه من روائح منفرة وتشوه بصري مزرٍ.
إن مشروع إحياء نهر بردى يعتبر مشروعاً هاماً وحيوياً لدمشق وريفها وستنعكس إيجابياته على المواطنين وعلى البيئة بشكل عام، في حال إنجاز ما يجب إنجازه بهذا المجال بشكل فعلي.
فهل سيختلف المشروع الجديد عن سابقه من حيث النتائج لإحياء نهر بردى، أم إننا لن نحصد كما في سابقه سوى الحديث فقط عن مراحل الإنجاز إعلامياً؟ علما أنه حتى الساعة ومنذ الإعلان عن المشروع منذ أكثر من 4 أشهر لم نلمس أي إجراء يوحي بأن التنفيذ قد بدأ لتبقى الإنجازات الحقيقية والمطلوبة، والتي تعتبر فعلاً حاجة ملحة للمواطنين والبيئة ودمشق وريفها بلا تنفيذ عملياً!.
أروقة محلية – ثورة زينية