دراما بتوقيت الكهرباء

 

الثورة – فؤاد مسعد:

مما لا شك فيه أنه بسبب التقنين الكهربائي يُحرم العديد من المتابعين من مشاهدة المسلسلات خلال الشهر الفضيل، فيبقون خارج المهرجان الدرامي السنوي الذي تتنافس فيه المحطات لجذب المشاهد لضمه إلى قائمة متابعيها الأمر الذي ينعكس إيجابياً عليها خاصة فيما يتعلق بالإعلان، ولكن هذه الصيغة التنافسية بحاجة إلى وسائل وتفاصيل تُكمل العملية برمتها وإلا فكأنك يا أبا زيد ما غزيت!..
وما يحدث أن النص الذي أمضى الكاتب فترة زمنية طويلة في إنجازه وتعديله يصل إلى الشركة المنتجة التي تقرر تبنيه وإنتاجه بعد إجراء دراسة دقيقة عليه بما فيها جدوى إنتاجه، وعندما يوضع على سكة الإنتاج وتُرصد له الميزانية المطلوبة تنطلق الشرارة لتكوّين أسرته التي تضم كل من هم خلف وأمام الكاميرا بمن فيهم الإداريون والفنيون إضافة إلى الفنانين الذين يتم التعاقد معهم وانتقاء نجوم مهمين ومحبوبين لدى الجمهور لإسناد أدوار البطولة لهم، وتدور عجلة التصوير بكل ما تحمله من شغف وحب وجهد كبير وإبداع وتتبعها كافة العمليات الفنية، ومن ثم التسويق ويستطيع العمل الوصول أخيراً إلى المحطات، والكل ينتظر شارة بدء العرض لمعرفة رأي الجمهور وكيفية تقبلهم للعمل.
ولكن بعد كل هذا التعب وحشد الطاقات البشرية الكبيرة وصرف الميزانيات الضخمة لإنجاز المسلسلات يبقى المشاهد السوري خارج خارطة مشاهدتها وكأنه غير معني بها إلا من باب المصادفة أو المعرفة بالشيء لا أكثر، والسبب في تغييب كل ما بُذل من جهد عنه أنه ليس هناك ما يكفي من كهرباء لعيش طقس العرض الدرامي الرمضاني، وإن حاول المناورة خلال الفترة التي تأتيه فيها الكهرباء يُفاجأ بضيق الخيارات أمامه لأنها باتت محددة خلال فترة معينة، وحتى عندما يرضى بواقعه ويقنع أن يشاهد ما توفر، يُدهش أن زيارات الكهرباء غير منتظمة خلال الشهر الكريم، فساعات التقنين تتغير من أسبوع إلى آخر في حين أن توقيت العرض لا يتغير معها، ما يجعله يشاهد في الأسبوع الأول عدة مسلسلات هي غير المسلسلات التي قد يشاهدها في الأسبوع الثاني، ليعود ويشاهد في الأسبوع الثالث الأعمال التي كان يتابعها في الأسبوع الأول وهكذا، في حين أن هناك مناطق أكثر شحاً بالكهرباء ما يجعل خيارات متابعة المسلسلات فيها أكثر ضيقاً ومحدودية.
ذلك كله من شأنه حرمان شريحة غير قليلة من الجمهور من مشاهدة المسلسلات بشكل متسلسل ومتتابع خلال شهر رمضان، أو متابعتها انطلاقاً من مبدأ (من كل بستان زهرة) أي حلقة من هنا وأخرى من هناك، في حين أن هناك من يضطر لحضور دقائق معدودة من كل مسلسل وكأنه يتابع كوكتيل درامي غير متجانس لكل عمل منه طعم ولون مختلف عن الآخر، رغم مطب التشابه أحياناً. وفي حال قال أحدهم إن الحل في هذه الحالة يكمن عبر مُتابعة المسلسلات من خلال مواقع الانترنت، فهو يتناسى علاقة الغرام بين الانترنت والكهرباء، وفي النتيجة يعيش الآخرون متعة رؤية مسلسلاتنا السورية في الوقت الذي يكتفي فيه كثيرون هنا بقراءة ما يُكتب عن أصداء حضورها في كل مكان.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق