احتفالية اليوم العالمي للملكية الفكرية .. التوجه لطاقات الشباب وتحويلها لمشروعات صغيرة تساهم في التنمية الاقتصادية
الثورة – رولا عيسى – ميساء الجردي :
جاءت احتفالية اليوم العالمي للملكية الفكرية لهذا العام متميزة بما طرحته من عنوان عريض لدعم الشباب المبدع واختراعاتهم لتكون مشاريع متوسطة وصغيرة وتأخذ طريقها في المساهمة بالتنمية الاقتصادية في سورية حيث بات يشكل هذا النوع من المشاريع رقماً مهماً على الصعيد المحلي والعالمي.
الاحتفالية تضمنت ورشة عمل موسعة أطلقت من خلالها المسابقة الوطنية للإبداع والاختراع على مدرج جامعة دمشق أقامتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتعاون مع جامعة دمشق وهيئة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة و الاتحاد الوطني لطلبة سورية بحضور عدد من المعنيين بالملكية الفكرية وبراءات الاختراع والدكاترة الجامعيين والمخترعين .
معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندسة رشا كركوكي أكدت ان الوزارة تولي الملكية الفكرية أهمية كبيرة إيماناً منها بأن الملكية الفكرية أداة فعالة لدعم التطور، ونقل التكنولوجيا ،وتعزيز التنمية بكافة جوانبها ، وتقليص الهوة المعرفية وصولا إلى تهيئة الظروف المناسبة والبنية التحتية لدعم الإبداع والاختراع مشيرة إلى أهمية تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين مختلف الشركاء بهدف دعم الإبداع والابتكار .
ونوهت أن القدرة على الإبداع متوفرة لدى الجميع ولكنها تكون أكثر لدى الشباب ولشباب سورية طاقات إبداعية واعدة علينا أن نوحد جهودنا لدعمها واستثمارها وتحويلها إلى اختراعات فعلية تسهم في النهوض الاقتصادي وحل المشكلات.
ولفتت إلى ان المنظمة العالمية للملكية الفكرية اختارت شعار هذا العام لليوم العالمي للملكية الفكرية بعنوان ” الملكية الفكرية والشباب – الابتكار من أجل مستقبل أفضل ” وذلك إيماناً من المنظمة بدور الشباب في دفع العالم نحو الأفضل.
وأكدت كركوكي ان الوزارة مستمرة بدعم الإبداع والاختراع والمسابقات ومن خلال الاستمرار بإقامة معرض الباسل للإبداع والاختراع والمسابقات الوطنية للإبداع والاختراع على أن تطلق اليوم المسابقة الوطنية للإبداع والاختراع والتي تهدف إلى التشجيع على رفع السوية العلمية للاختراعات السورية وتوظيفها في إيجاد حلول للمشاكل والصعوبات القائمة.
ونوهت إلى ان الوزارة وضعت برنامجا لنشر ثقافة الملكية الفكرية يهدف لشرح عملية الوصول للبيانات ومنصات براءات الاختراع العالمية موجها إلى كافة المهتمين من كافة القطاعات و هذا العام وضع برنامج خاص بالمدارس والشباب وبرنامج خاص بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل أساس الاقتصاد في العالم .
من جانبه بين الدكتور محمد أسامة الجبان رئيس جامعة دمشق أهمية الورشة التي تقام احتفالا باليوم العالمي للملكية الفكرية بما تحمله من أهداف في تسليط الضوء على دور حقوق الملكية الفكرية من براءات وعلامات تجارية وتصاميم صناعية وحق المؤلف في تشجيع الابتكار والإبداع واستثمار طاقات الشباب وتشجيعهم على الاختراع لبناء مستقبل أفضل. مؤكدا أنها فرصة هامة لتبادل الخبرات في مختلف مجالات الابتكار والتعريف بأهمية دور حقوق الملكية في حماية النتاج العلمي ومساهمتها في تحويل الإبداع العلمي لمرحلة التطبيق والاستفادة من مخرجاته.
وتحدث الجبان عن مساعي الجامعة الحثيثة في دعم البحث العلمي ومشاريع الطلاب وتطوير التشريعات بهدف الارتقاء بمسيرة البحث العلمي الجامعي وتشجيع الباحثين لتحويل نتاجهم البحثي إلى منتجات ملموسة تساهم في رفد الاقتصاد الوطني والمساهمة في حل المشكلات الملحة بكافة القطاعات بما ينعكس ايجابا على الباحث والجامعة والمجتمع.
ولفت إلى سبل الدعم التي يتم توفيرها للباحثين من طلاب وأعضاء الهيئة التدريسية وتنشيط الحركة الإبداعية في الجامعة وإخراج البحث العلمي النوعي إلى الوجود من خلال إحداث مكتب لبراءات الاختراع في مديرية البحث العلمي والدراسات العليا ليكون بمثابة وسيلة لربط الباحثين والجهات والهيئات ذات الصلة بتسجيل وحماية حقوق الملكية الفكرية وتأمين التدريب المستمر للباحثين لرفع سويتهم في فهم خصوصيات حماية الملكية الفكرية المرتبطة بالنشاط البحثي والأكاديمي. مؤكدا دور هذا المكتب في توجيه الباحثين في تطبيق ابتكاراتهم وأفكارهم وتوثيقها وتذليل العقبات الإدارية التي تواجههم في تسجيل اختراعاتهم واستثمارها.
وتحدث عضو المكتب التنفيذي لاتحاد طلبة سورية عماد العمر عن دور المنظمة في دعم وحماية اختراعات وإبداعات الطلبة التي كانت موجودة ومستمرة رغم ظروف الحرب الصعبة التي مرت بها البلد. مشيرا إلى دور الطلبة في الحفاظ على مستوى التعليم العالي المتميز واستمرارهم في عملية الاختراع من خلال عشرات الاختراعات التي قاموا بها وشاركوها في المعارض والمسابقات.
ولفت العمر إلى أن عنوان التميز والإبداع كان حاضرا دائما ضمن استراتيجية الاتحاد ويظهر ذلك من خلال الدور التشاركي الفاعل بين الجامعة والاتحاد وهيئة المشروعات الصغيرة ووزارة التجارة الداخلية في دعم الملتقيات والمسابقات والورش التي تهتم بالاختراع والإبداع.
بدوره أكد مدير هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة إيهاب اسمندر أهمية حماية الملكية الفكرية في مختلف المجالات وأن كل دول العالم تطورت بحسب معدل الابداع والاختراع الموجودين في اقتصادها هما الأساس في تنمية المشاريع الصغيرة لا يمكن أن تكون هناك تنمية اقتصادية دون مشروعات صغيرة ،وقد لمسنا أن 99 % من المشروعات هي مشروعات متوسطة وصغيرة بالنسبة للاقتصاد السوري وهي تعتبر حماية الملكية الفكرية الحاضن الحقيقي لموضوع الابداع والاختراع و بالتالي اساس التطوير الاقتصاد.
وأضاف أنه يوجد حوالي 780 ألف مشروع متوسط وصغير في سورية ولكن هناك 40 % منه متوقف عن العمل ، أما المشاريع العاملة فعددها 462 ألف مشروع منها أقل من 2% لديهم حماية ملكية فكرية، أما الحاصلة على الملكية الفكرية تطورت أكثر من غيرها ونعمل على التركيز في هذه الناحية لدعم حماية الملكية الفكرية ومنع إساءة استخدام نتاجها الوطني لتسويق الشركة أو المشروع بشكل صحيح.
وأشار إلى أن هناك عدة برامج لريادة الأعمال تم توسيعه مع مجموعة من الجامعات السورية ويتركز على وضع حاضنات لتسويق أصحاب المشاريع الصغيرة ورجال أعمال المستقبل و منها موضوع حماية الملكية وهناك تعاون مع الجهات المعنية منها وزارة التجارة الداخلية وكذلك القطاع الخاص معتبرا أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة الناقل الأكبر للتكنولوجيا حول العالم.
مدير حماية الملكية الصناعية التجارية في وزارة التجارة الداخلية المهندس خالد ضميري أكد للثورة أن الهدف من الورشة تشجيع الشباب على استثمار مالديهم من طاقات وابداعات وحب للاستطلاع لبناء مستقبل سورية مشيرا إلى ان هناك جهودا حثيثة لتفعيل دور حماية الملكية الفكرية و التشجيع عليها من خلال تسجيل براءات الاختراع وايجاد فرص لتطوير واستثمار المبدعين والمخترعين سواء عن طريق معرض الباسل للابداع والاختراع أو المسابقة الوطنية للمبدعين والمخترعين وتطوير القوانين باتجاه حماية الملكية الفكرية وبالتالي حماية وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
بدورها عرضت المخترعة الشابة حكمة الجبولي تجربتها في المشاركة بمسابقة عالمية بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية حيث تم اختيارها مع 20 متسابقا للمشاركة بفيديو يتحدث عن اختراع جهاز الكتروني يساعد مرضى الشلل النصفي على الوقوف والجلوس وحتى المشي.. مشيرة إلى حصول الاختراع على براءة اختراع وميدالية الويبو الذهبية من منظمة الملكية الفكرية.