الثورة – متابعة – عبد الحميد غانم:
جرائم العثمانيين بحق شعوب المنطقة لاتعد ولا تحصى، وصنفت من أفظع الجرائم بحق الإنسانية، فخلال حكمهم للمنطقة، كانت السرقة والنهب والقتل من أولويات ما يفعلونه، وفي سورية كباقي بلدان المنطقة أيضاً ارتكبوا الفظائع بحق أهلها.
وطوال أربعة قرون من الطغيان والنهب والانتهاكات تبين بأن العثمانيين قاموا على الجرائم وليسوا صانعي حضارة، فكانت دولتهم دائماً سلطة الغرامات والضرائب والنهب والأتاوات، ولم يبرعوا في تجارة ولا صناعة وكان نصيب سورية وافراً من لعنتهم وظلمهم.
لقد مرت حوالي مائة سنة على سقوط الدولة العثمانية في 3 آذار 1924.
وبما أن تركيا اليوم بقيادة العثمانيين الجدد (أردوغان وحزبه الإخواني) تصر على أن تقدم نفسها كامتداد للسلطنة المنهارة، وتسعى بصورة محمومة لاستعادة نفوذها القديم، خاصة في المنطقة العربية، فإنه من الضروري استثمار تلك المناسبة في تذكير العالم بجرائم العثمانيين، والدماء والأرواح التي زهقت لتحقيق أطماعهم الطورانية.
(المجازر العثمانية التركية ضد السوريين) كان عنوان الندوة السياسية الفكرية التي دعا إليها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ظهر اليوم في مقر الفرع، وحاضر فيها كل من: الدكتورة نورا أرسيان عضو مجلس الشعب، والدكتور سمير حجار عضو مجلس الشعب، والأستاذ أحمد إبراهيم مدير الإذاعات الناطقة باللغة التركية في إذاعة دمشق، وأدار الندوة الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.
– الدكتور زعرور: الاضطهاد العثماني بحق السوريين مستمر..
وأشار الدكتور زعرور إلى أن الاضطهاد العثماني وجرائمه بحق السوريين لم ينته، وهو مستمر إلى الآن ممثلاً بما يقوم به نظام أردوغان من إرهاب وجرائم قتل ونهب للثروات بحق السوريين في شمال سورية، والاعتداء على أراضيهم وثرواتهم، وعلى السيادة السورية، لافتاً إلى أن المنطقة لم تخرج من النفق العثماني التركي المتحالف مع “إسرائيل” وأمريكا.
وأكد أن سورية بفضل صمود شعبها وبسالة جيشها وحكمة قيادة السيد الرئيس بشار الأسد أسقطت المشروع الطوراني العثماني، وستسقط مشروع العثمانية التركية الجديدة.
– الدكتورة أرسيان: المخطط العثماني يتناغم والصهيوني..
من جانبها تحدثت الدكتورة نورا أرسيان عن جرائم العثمانيين ومجازرهم ليس بحق السوريين فحسب بل بحق شعوب المنطقة والعالم لاسيما الأرمن، اذ بلغ عدد ضحايا الأرمن نتيجة تلك المجازر مليون ونصف المليون، وأكدت أن هذه المجازر جاءت ضمن مخطط عدواني طوراني ممنهج قائم على الإعدامات والتصفية والتهجير، وانه أول ما استهدفه هو النخبة من المثقفين والمفكرين والعلماء والصحفيين، والذي يتناغم مع المخطط الصهيوني المستمر في فلسطين.
ولفتت الدكتورة أرسيان إلى أن سورية بصحافتها وإعلامها ومفكريها وتعليمها ومناهجها التربوية والعلمية والجامعية ومؤسساتها الثقافية كانت السباقة في فضح الجرائم العثمانية الطورانية وكشفها للعالم عبر مؤسساتها السياسية لاسيما عبر مجلس الشعب الذي أصدر البيانات لتكشف للعالم حقيقة الاحتلال العثماني لسورية والمنطقة ومجازره بحق شعوبها.
وأكدت أن تلك الجرائم والأطماع العثمانية مستمرة وتهدد المنطقة بأخطار كارثية، ولابد من تنبيه العالم من أخطارها، وحذرت من استغلال النظام التركي الدراما والقوة الناعمة في تبييض صورته الإرهابية السوداء التي تواصل ممارسات العثمانية الطورانية عبر الاحتلال التركي لأجزاء من الشمال السوري، وما يقوم به من سياسة التتريك ونهب الثروات والاعتداء على السيادة السورية.
– الدكتور حجار: لابد من مقاضاة العثمانيين عن جرائمهم..
وتحدث الدكتور سمير حجار عن أشكال الإرهاب الذي مارسه الاحتلال العثماني في سورية، كالإرهاب المالي بفرض ضرائب خانقة بحق السوريين والإرهاب الثقافي بقطع أسباب المعرفة والعلم عن سورية والدول التي احتلها العثمانيون وإغراقهم في بحر من الظلمات والجهل، حيث حرموهم من المدارس ومؤسسات التعليم والتربية، كما مارسوا الإرهاب العنفي من قتل وتدمير وتهجير ولم يستثنوا الطعام من إرهابهم فنسبوا أكلات المطبخ الشامي إلى المطبخ التركي الفقير.
ودعا عضو مجلس الشعب إلى مقاضاة العثمانيين القدامى والجدد وملاحقتهم قضائياً لأن عدم محاسبتهم سيشجعهم على التمادي على مواصلة جرائمهم وتكرارها، وطالب بالتعويض المالي والمادي والاعتذار عن الجرائم.
– ابراهيم: جرائم العثمانيين بحق الإنسانية يوثقها التاريخ..
بدوره كشف الأستاذ أحمد إبراهيم بالوثائق والمعلومات والأرقام عن جرائم العثمانيين، مشيرا إلى أنهم أول من استخدم المقاتلين غير الشرعيين المرتزقة في المجازر والإبادة الجماعية.
وأكد أن العثمانيين لم يقدموا للعالم فكرا أو علما بل جاؤوا بالاضطهاد، ووثق التاريخ جرائمهم بحق الإنسانية.
ونوه بأن الأحزاب السياسية في تركيا لا تخرج عن النزعة العرقية والقومية الطورانية والنزعة الإخوانية، مشيرا إلى أن اسم تركيا جاء من قبل الاستعمار الفرنسي البريطاني لتسويقه بهدف تحقيق أهداف استعمارية بالمنطقة.
وأوضح أن السلطات التركية ترتكب جرائم بحق شعبها لاسيما بحق الإعلاميين والمثقفين الذين يتناولون تاريخ العثمانيين الإجرامي.
وأكد إبراهيم أن ميثاق تركيا الحالي لا يزال يحمل في طياته الأطماع الطورانية في سورية والمنطقة، وانه مستمر في بلوغ تلك الأطماع من خلال العدوان والاحتلال التركي لأجزاء من الأراضي السورية.
هذا وقد وأغنت مداخلات الحضور موضوع الندوة ومحاورها.