لم ننجح في تبديد “رهاب الامتحانات” الذي يتسلل إلى قلوب الطلاب وذويهم في تسارع عكسي مع العد التنازلي لاقتراب موعد امتحانات الشهادات.
لم ننجح أو ربما لم نحاول كي ننجح، على الرغم من أن المحاولة واجب، ولاتقل أهمية عن كل المساعي الأخرى الهادفة إلى إنجاح وإتمام سيرورة الامتحانات، فالاعتبار النفسي المعنوي شديد الأهمية هنا، ولانبالغ إن منحناه الأهمية مناصفة مع باقي التفاصيل الكثيرة.
هنا في هذا الجانب الحساس، اعذرونا إن تحدثنا ببعض الصراحة، والصراحة مطلوبة أمام كل ماله علاقة بصناعة مستقبل الطالب الذي هو جزء لايتجزأ من مستقبل البلاد.
فالأكيد أن الإفراط في التصريحات حول إجراءات الضبط، من كاميرات المراقبة إلى التشفير و قطع الاتصالات.. إلى التشدد والحزم في منع التجاوزات، وغير ذلك من سلسلة الإجراءات الرادعة لمحاولات الغش، كلها تتسبب بحالة من شد عصبي للطالب مهما كان واثقاً من نفسه، ومهما كان تفكيره بعيداً عن نيات الغش بأشكاله ووسائله و “تقنياته” المتعددة.
لسنا ضد كل إجراءات الضبط وردع التجاوزات إن من الطالب أو المراقب، لكن لنعد لذلك ولنستعد بصمت وهدوء، دون تصريحات تهديد ووعيد لاتعدو كونها استعراضاً ممن يرغبون بإفهام الجميع أنهم يعملون بجد والملعب ملعبهم في هذه الأيام.
لنتعاطى مع هذا الاستحقاق بشكل صحيح، و لتكن تصريحاتنا متصالحة ومشجعة، من قبيل ” ثقتنا كبيرة بطلابنا.. الأسئلة لن تكون صعبة بالنسبة للطالب الذي بذل جهداً مع مواد فلمية معدة من قبل وزارة التربية تنشر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لتوعية الطالب وإرشاده.. أي إجراءات وتصريحات من شأنها تبديد خوف الطالب وارتباكه البديهي والطبيعي في مثل هذه الظروف.
في الختام.. من المهم والمهم جداً أن نقلل من جولات “الاطلاع على سير الامتحانات”، وعلينا أن نقدر حجم التشتت الذي يصيب الطالب بدخول مجموعة من أصحاب القرار التربوي والمحلي ووو .. على قاعة الامتحان، أي تركيز سيبقى لطالب مرتبك أساساً.
نقدر جميعاً جهود وزارة التربية و مساعيها لإنجاح الامتحانات.. ونرجو لها ولطلابنا التوفيق دوماً.
السابق