د. مازن سليم خضور:
في الخامس من شهر تموز عام 2021 أصدر الاتحاد الدولي للصحفيين بياناً قال فيه إن الكيان الإسرائيلي استهداف 46 صحفياً وإعلامياً منذ عام 2000 وحتى عام 2021 في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر الاستهداف الممنهج والمنظم من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف التغطية على ما ترتكبه تلك القوات من جرائم بحق الفلسطينيين.
وفي 11 مايو/أيار 2021، أصدر معهد الصحافة الدولي تقريراً أدان فيه “استهداف الجيش الإسرائيلي للصحفيين” الذين يقومون بتغطية الأحداث في حي الشيخ جراح وسلوان والمسجد الأقصى وباب العامود، وباقي مناطق القدس الشرقية المحتلة.
استهداف الاحتلال للطواقم الصحفية التي تفضح جرائمه وليس إلا جريمة بحق الحقيقة لاسيما أن جميع الصحفيين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال يرتدون “بزات” فيه من الدلالة والوضوح أنهم يعملون بالصحافة يعتبر جريمة حرب وهنا عينة من استهداف منظومة الإرهاب للطواقم الإعلامية:
– استشهاد الإعلامي طارق أيوب على يد قوات الاحتلال الأميركي في العراق عام 2003.
– استهداف طاقم الإخبارية في فلسطين المحتلة جريس عازر ومعتصم سقف الحيط أكثر من مرة.
– استشهاد الإعلامي حسن أبو حمزة في ريف دمشق على يد التنظيمات الإرهابية 2014.
– استهداف الإعلامية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2022.
كل هذه الاعتداءات لا تختلف عن الاعتداءات التي طالت الإعلام السوري فمنذ بداية الحرب على سورية لم توفر التنظيمات الإرهابية بمختلف الأسماء والمسميات مع الدول الداعمة لها شكلاً من أشكال الاستهداف سواء من الجانب العسكري أو الاقتصادي أو الاجتماعي وغيرها.
الجانب الإعلامي لم يكن أوفر حظاً من بقية الجوانب لاسيما في ظل تعاظم دور الإعلام في الأحداث والمجريات التي حصلت مع بداية القرن الحادي والعشرين والتي كانت سببا في احتلال الدول وخير شاهد الغزو الأميركي على العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل والصور التي عرضها وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول في جلسة مجلس الأمن عما سماه مختبرات كيماوية وجرثومية عراقية وبحجتها دخلت قوات “التحالف الدولي” العراق وكانت النتيجة سرقة ثروات ومقدرات الشعب العراقي الذي يملك احتياطياً كبيراً جداً من النفط وهو مصدر له، وسرقة تراثه وآثاره وعم الخراب والفوضى وانتشرت الجريمة، بالإضافة إلى الملايين بين شهيد وجريح وأرملة ويتيم نتيجة هذه الحرب.
الحرب الإعلامية على سورية لم تختلف كثيراً من حيث النفاق والتضليل من جهة واستهداف الإعلام السوري (على ضعف إمكانياته) والتي أدى إلى استشهاد عدد من الإعلاميين خلال التغطيات الإعلامية أو الاستهداف المباشر لهم وتدمير المباني الإعلامية والتضييق على المؤسسات الاعلامية والاعلاميين وليس آخرها إغلاق صفحة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على شبكة التواصل الاجتماعي وهذه عينة – للتأكيد عينة – عن الاستهداف الذي حصل بحق الإعلام السوري من قبل التنظيمات والميليشيات الانفصالية والدول الداعمة لها:
– اختطاف مراسل الإخبارية السورية محمد توفيق الصغير على يد ميليشيا “قسد” 3/6/2019 حتى لحظة إعداد هذا المقال.
– اختطاف مراسل قناة سما يوسف الإبراهيم في إدلب وريف دمشق وتعرضه لاعتداء وحشي، واستشهاد مراسل قناة سما في القنيطرة مصطفى سلامة، واختطاف مراسل القناة في إدلب صالح الأكتع إلى هذه اللحظة.
– استهداف وإصابة مراسلي الاخبارية ( مازن محمد – اللاذقية؛ أنس رمضان ووليد هناية وأحمد صادق في حلب ؛ أسامة ديوب – حمص؛ أحمد الحمدوش الحسكة؛ حسام الشب ادلب ).
– استهداف طواقم الإخبارية السورية في حمص، واستشهاد الزميلة يارا عباس، والزميل حسن مهنا حلب، ومحمد الأشرم في دير الزور).
– استهداف مبنى الاخبارية السورية في دروشا، واستشهاد عدد من طاقمها ومنهم ( الشهداء سامي أبو أمين _ زيد كحل _حاتم أبو يحيى _ محمد شما).
– اختطاف طاقم الإخبارية السورية في مدينة التل بريف دمشق (يارا صالح _ عبود طبرة).
– استهداف الزملاء في الإعلام الوطني ( محمد السعيد _ بتول الوروار _ ناجي الأسعد _ ثائر العجلاني …).
بالإضافة إلى حجب القنوات السورية على الأقمار الصناعية ومنع بثها ومنع تواجدها في مناطق عدة في العالم وفرض العقوبات عليها.
استهداف الصحفيين هو منهج وسياسية مستمرة ومعتمدة من قبل التنظيمات الإرهابية وداعميها، وإن هذه السياسة مستمرة في ظل عدم وضع الرادع من جهة، وغياب المحاسبة. فاستهداف الإعلاميين في سورية والأراضي الفلسطينية المحتلة يدل أن القاتل واحد هو الفكر الإرهابي.
السابق