الثورة-أسماء الفريح:
في إطار تسخير الحلول الرقمية لخدمة الإنسان وترجمة الدعم إلى واقع عبر تمكين الأطباء السوريين المقيمين في المملكة العربية السعودية من مداواة أبناء وطنهم مباشرة، أثمر الربط الرقمي بين مستشفى “صحة الافتراضي” ووزارة الصحة السورية عن معالجة أول حالتين طبيتين.
ووفق وكالة واس فإن الحالة الأولى كانت لمريض في الـ35 من عمره أصيب بجلطة حادة في القلب حيث قاد استشاري أمراض القلب الدكتور عماد أحمد إبراهيم، الذي أمضى أكثر من 20 عاماً في المملكة، لجنة طبية مشتركة عبر “صحة الافتراضي” مع أطباء في سوريا، لاتخاذ قرار علاجي دقيق وفوري.
وأضافت أنه في الحالة الثانية قدَّم استشاري أمراض الباطنة الدكتور حسان رمضان، الذي مارس الطب في المملكة لأكثر من 50 عاماً، استشارة فورية لسيدة سورية في دمشق تعاني من مرض الكرون واضعاً خطة علاجية متكاملة.
وأعرب الدكتور رمضان عن امتنانه للمملكة التي مكنته من خدمة بلده الأم وهو على أرضها.
وأطلقت وزارة الصحة السعودية أول أمس الربط الرقمي بين مستشفى صحة الافتراضي ووزارة الصحة السورية، بحضور وزيري الصحة من البلدين فهد الجلاجل، و الدكتور مصعب العلي، وحضره افتراضياً وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبدالسلام هيكل.
ويُعد الربط الرقمي بين البلدين خطوة في مسار التعاون الصحي السعودي-السوري، ويمثل نقلة نوعية في تكامل البنية التحتية الصحية الرقمية، ويفتح قنوات اتصال مباشرة بين المنصات الصحية السعودية ونظيرتها السورية، بما يتيح تقديم الخدمات الصحية فورياً، وتشغيل الاستشارات والتشخيص والعلاج -عن بُعد- على مدار الساعة، وتقديم خدمات طبية متقدمة تتجاوز الحدود الجغرافية، والتي تأتي دعماً لبناء نظام صحي متين في سوريا.
ويهدف المشروع إلى تسخير قدرات المملكة في التحول الصحي الرقمي لدعم المنظومة الصحية السورية، عبر تمكين الكوادر الطبية في سوريا من الوصول إلى خبرات الأطباء السعوديين، وتوفير استشارات تخصصية عالية الدقة، وتعزيز سرعة الاستجابة للحالات الحرجة، كما يُعزز هذا الربط مكانة المملكة كمحور إقليمي في الطب الافتراضي، ويجسّد التزام البلدين بتطوير نموذج تعاون رقمي يرفع كفاءة التشخيص والعلاج ويتيح خدمات صحية عابرة للحدود.
ويعد “صحة الافتراضي” أكبر مستشفى افتراضي في العالم مُسجّلًا في موسوعة غينيس ومرتبطاً بأكثر من 230 مستشفى في 10 دول في انسجام مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تضع تطوير القطاع الصحي، والتمكين الرقمي في قلب مسيرة التحول الوطني.
ووقع الوزيران العلي والجلاجل، في مقر وزارة الصحة في الرياض مذكرة تفاهم، لتعزيز التعاون الصحي بين البلدين، ودعم تبادل الخبرات في الصحة الرقمية.
ووفق الجلاجل فإن الاتفاقية تهدف إلى بناء نظام صحي متين في سوريا، وتسهم في تسهيل الوصول للخدمات الصحية، ورفع الكفاءة في حلول الرعاية الصحية الافتراضية، وتعزيز منظومة الوقاية.
وتشمل مذكرة التفاهم والتعاون عدداً من المجالات وهي: التخطيط الصحي الإستراتيجي، وتأهيل النظام الصحي، والصحة العامة والطب الوقائي والأمن الصحي، إضافة إلى الصحة العلاجية، وإدارة الطوارئ والكوارث الصحية، والصحة الإلكترونية والتحول الرقمي، والقضايا الصحية الدولية ذات الاهتمام المشترك، والاستثمار الصحي، إلى جانب تدريب وتطوير الموارد البشرية من خلال تبادل برامج التدريب الصحي، وزيارات الخبراء وذوي الاختصاص، وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل.