الثورة – أسماء الفريح:
أكد محافظ السويداء مصطفى البكور أن خريطة طريق حل الأزمة في السويداء تمثل خطوة مهمة نحو الاستقرار وأن نجاحها يعتمد على التزام الأطراف كافة بتنفيذها بجدية.
وقال البكور في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا إن المحافظة تعمل حالياً على تفعيل هذه الخريطة عبر الحوار والتواصل الداخلي مع الأهالي، والتنسيق مع المهجرين، في وقت تقوم فيه وزارة الخارجية السورية بإجراء اتصالات دولية لخلق مناخ إيجابي يسمح بتنفيذ الخارطة على أرض الواقع.
وأضاف: إن الخريطة أسهمت في تهدئة النفوس وتهيئة بيئة أفضل للحوار والتعايش، مشدداً على أن الأولوية في هذه المرحلة تتمثل في التهدئة وتثبيت الأمن، ثم الانتقال إلى خطوات لاحقة في مسار إعادة البناء والتنمية.
وأكد أن الدعم العربي والدولي وعلى رأسه الدعم القطري، يشكل عاملاً مساعداً في تعزيز فرص نجاح الخطة الخاصة بالسويداء، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يدرك حجم المعاناة التي عاشها أبناء المحافظة، وبأن هناك قناعة بضرورة إيجاد حلول حقيقية تعيد الأمن والاستقرار.
وأعرب عن تفاؤله بنجاح هذه الخريطة، بشرط وجود إرادة حقيقية وصدق في التعامل والتعاون كي تكون بوابة حقيقية للخروج من الأزمة.
وقال المحافظ مخاطباً أهالي السويداء إن “الوقت قد حان للبدء بمرحلة جديدة تقوم على البناء المشترك وطي صفحة المعاناة، ولابد أن يفتح الجميع صفحة جديدة والعودة إلى البناء سويا، فمحافظة السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا.
“وشدد البكور على ضرورة أن يعمل الجميع على ترميم الجراح، وإعادة المهجرين إلى بيوتهم، فالمعاناة لن تزول إذا بقيت الأوضاع على حالها، بل ستبقى مصدر توتر ومشاكل، ولذلك ينبغي البدء من جديد بروح التعاون من أجل أن تستعيد السويداء عافيتها وتعود الحياة إلى طبيعتها.
وأشاد المحافظ بالدعم الإنساني الذي قدمته قطر للمحافظة مؤكداً أنه كان له أثر كبير في تهدئة الأوضاع وتخفيف معاناة النازحين والمهجرين منها، ومعرباً عن شكره وتقديره للدوحة على هذه المواقف الأخوية.
وفي سياق الخدمات الأساسية للسويداء، أوضح المحافظ بكور، أن العمل جار على تحسين أوضاع الكهرباء والمياه والصحة، مبيناً أن هذه الملفات كانت ضمن أولويات المحافظة منذ تسلمه مهامه، إلا أن الظروف الأمنية والتوترات السابقة حالت دون استكمال الجهود في بعض الأحيان.
وأوضح أن هناك تنسيقاً مع وزارة الطاقة لإصلاح الأبراج المدمرة والشبكات المتضررة، ما سيسهم في تحسين واقع الكهرباء تدريجيا، وهو ما سينعكس بدوره على ملف المياه، مؤكداً أن الأعمال جارية بشكل متدرج، وأن الأهالي سيبدؤون خلال الفترة المقبلة بالشعور بحدوث تحسن ملموس في هذه الخدمات.
يشار إلى أنه تم خلال اجتماع ثلاثي بين وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك في دمشق في الـ 16 من الشهر الجاري اعتماد خريطة طريق لحل الأزمة في السويداء على أساس وحدة الأرض السورية، وأن كل السوريين مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات في دولتهم.