الثورة- متابعة علي إسماعيل:
لم تكن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في قمة “كونكورديا” حدثاً عادياً، خاصة أنها تجمع قادة الحكومات والشركات والمنظمات لمناقشة حلول للتحديات العالمية والمحلية في نيويورك، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فلقاء الرئيس الشرع مع الشركات الأميركية الكبرى فتح نافذة جديدة لإعادة إعمار سوريا، بهدف تنشيط سوق العمل والنمو الاقتصادي.
اللقاء مع ممثلي 40 شركة أميركية وعالمية كبرى، يعكس توجّه سوريا نحو جذب الاستثمارات الأجنبية بعد رفع العقوبات الأميركية والعالمية المفروضة عليها.
وقال عضو التحالف السوري الأميركي الدكتور سامر الصفدي: إن الاجتماع شهد مشاركة رؤساء تنفيذيين لشركات مدرجة ضمن قائمة فورتشن 500، ما يعكس جدية المستثمرين الأميركيين في دخول السوق السورية واستكشاف فرص النمو فيها.
وأشار الصفدي في تصريحات لـموقع”الجزيرة نت”، إلى أن الحوار ركز على قطاعات الاستهلاك والطاقة والبنية التحتية والخدمات المالية، لافتاً إلى استعداد الحكومة السورية لتوفير بيئة مواتية للمستثمرين من خلال سياسات جديدة تهدف لتسهيل الحركة التجارية، وهو تحول واضح عن سياسات العزلة السابقة.
وأكد عضو التحالف السوري الأميركي أن الاجتماع أسفر عن توقيع مذكرات تفاهم تعبر عن نية هذه الشركات الاستثمارية طويلة الأمد، رغم استمرار بعض التحفظات المرتبطة بالعقوبات المجمّدة مؤقتاً حتى نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أهمية هذه الخطوة على صعيد الاقتصاد السوري، حيث أن دخول شركات كبرى مثل “بروكتر آند غامبل”، و”شيفرون”، و”كاتربيلر” يمكن أن يسهم في خلق آلاف الوظائف، وزيادة ملموسة في دخل الفرد، وتحفيز القطاعات الإنتاجية المحلية، بما يشمل الغذاء والطاقة والبنية التحتية والخدمات المالية، كما أن هذه الاستثمارات توفر فرصاً تدريبية للشباب والعائدين من المهجر، وتدعم عملية إعادة إعمار المدن المتضررة بعد سنوات من الصراع.
وأكد الصفدي أن التنفيذ الفعلي لهذه الخطط يحتاج إلى حوكمة شفافة وضمان توزيع عادل للعوائد، ما يجعلها فرصة فريدة لإعادة بناء الثقة بين الحكومة والمستثمرين والمواطنين على حد سواء.
ويمثل لقاء الشرع مع الشركات الأميركية الكبرى إعلاناً عن مرحلة جديدة في مسار الاقتصاد السوري، تتسم بالانفتاح والاستثمار طويل الأمد، ويؤشر إلى تحولات استراتيجية يمكن أن تؤسس لاقتصاد أكثر مرونة واستدامة، يعزز النمو وفرص العمل ويحسّن مستوى حياة المواطن السوري على المدى المتوسط والطويل.