الثورة – أسماء الفريح:
أكد المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله الربيعة، وجود إرادة سياسية عليا في المملكة العربية السعودية على عودة الاستقرار إلى سوريا.
وتحدث الدكتور الربيعة في حوار خاص مع صحيفة الشرق الأوسط عن وقوف “المملكة مع الشعب السوري منذ بداية الأزمة”، مشيراً إلى أنها أنشأت برامج مخصصة لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري، ولاسيما اللاجئين في دول الجوار، ومنها المملكة العربية السعودية، التي احتضنت أعداداً كبيرة منهم.
وبين أنه بعد سقوط النظام ومجيء الحكم الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وقفت المملكة بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وقفة شُجاعة أخرى، موضحاً أن المملكة استخدمت علاقتها مع الولايات المتحدة “لرفع ما على سوريا من قيود كبيرة جداً كانت موجودة في السابق” ما كان يحُول دون دخول المواد الأساسية إليها، سواء أكانت تجهيزات أم مستلزمات أم أجهزة طبية.
وتحدث أيضاً عن النجاح الأكبر الذي تمثَّل في السماح للمصارف في سوريا بأن تدخل في المنظومة الدولية، وهذا يُعد إنجازاً اقتصادياً كبيراً.
وأشار إلى إرسال المملكة أكبر فريق استثماري سعودي، برئاسة وزير الاستثمار لبناء آفاق جديدة لدعم الاقتصاد السوري، إضافة إلى قيام وفد برئاسته مع عدد من رجال الأعمال الذين يسهمون في العمل الإغاثي والإنساني وفِرق إنسانية كبيرة، بزيارة سوريا حيث جرى تدشين مشاريع ضخمة.
وأوضح أنه في واحد من عشرات المشاريع، تم تقديم 450 جهاز غسيل كلوي لوزارة الصحة، مما يمثل أكثر من 95 في المئة من حاجة القطاع الصحي في سوريا، كما جرى تقديم “أحدث الأجهزة من الشعب السعودي لسوريا”، إلى جانب “أجهزة العنايات المركزة والأجهزة التشخيصية الجديدة” غير الموجودة في سوريا.
ولفت إلى إسهامات المملكة الكبيرة في دعم اللاجئين السوريين، وإنشائها مكاتب لمركز الملك سلمان في كل من لبنان والأردن وتركيا، وجميعها موجهة لمساعدة الشعب السوري. وقال إنه عندما بدأ الانفتاح في سوريا، عملت الفِرق الإنسانية السعودية من مركز الملك سلمان على الوصول إلى العمق السوري دون أن تتوقف عن دعم اللاجئين، وصارت “تسهم في تخفيف معاناتهم، والتواصل في الآلية الأسلم والأكثر أمناً لعودتهم إلى بلادهم” وخاصة في ضمان إيجاد المأوى المناسب لهم.
وذكر أيضاً بإسهامات المملكة أثناء الزلزال الذي ضرب سوريا عام 2023 من بناء وترميم المساكن.
وأكد الدكتور الربيعة في كلمة له في دمشق في السابع من الشهر الجاري خلال توقيع وتدشين حزمة من المشاريع الإنسانية والخدمية في سوريا، والمقدّمة من المركز إن: “الجمهورية العربية السورية الشقيقة لم تغب لحظة عن وجدان القيادة السعودية والشعب السعودي العريق، والتي خصص لها المركز منذ تأسيسه عام 2015، 454 مشروعاً بما يربو على 5,25 مليارات ريال سعودي من إجمالي 281 مليار ريال قدمتها المملكة للجمهورية العربية السورية.
“ويوم الجمعة الماضي، وقع مركز الملك سلمان ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع برنامجاً تنفيذياً مشتركاً لدعم مستشفيات الأطفال في شمال سوريا بالأجهزة الطبية المتخصصة، وذلك على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.