الثورة- منهل إبراهيم:
شكلت مشاركة سوريا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ80 في نيويورك، فتحاً جديداً للبلاد بعد عشرات السنين من الانكفاء والعزلة، ومنصة دولية مهمة للإعلان من خلالها، هوية سوريا الجديدة التي تحترم القوانين والشرائع الدولية، والتي تؤمن بالحوار والدبلوماسية لتجاوز الصراعات والأزمات الداخلية والخارجية.
وأكد الباحث والمحلل السياسي رضوان الأطرش في حديث خاص لصحيفة الثورة تعليقاً على نتائج هذه المشاركة، أن كلمة الرئيس أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت تاريخية بكل أبعادها، كونها جاءت بعد عقود طويلة من انقطاع الجمهورية العربية السورية عن هذه المحافل الدولية المهمة، وبالأخص في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتاً إلى أنها حملت رمزية خاصة، وأبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية.
وأوضح الأطرش أن من الأبعاد السياسية للكلمة هو الاعتراف السياسي من قبل هذه الدول بالقيادة السورية الجديدة التي يقودها الرئيس الشرع، بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية والمتعددة التي تم إجراؤها مع الرئيس الشرع على مستوى رؤساء الدول، وممثلي الدول، والوزراء، وأولياء العهد، في حين كان من النتائج على المستوى الاقتصادي، هو اللقاءات التي أجراها الوفد السوري بقيادة الرئيس الشرع، مع العديد من القادة والمسؤولين الأميركيين والدوليين الموجودين في نيويورك، وكذلك مع عشرات الشركات الأميركية، والمستثمرين، والتي تم فيها بحث العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول، وكذلك الشركات، وتبيان الجدوى الاقتصادية من الدخول إلى السوق السورية وتحسين الاقتصاد السوري.
وأشار الأطرش إلى تأكيد الرئيس الشرع على أن سوريا واحدة موحدة لن تقبل التقسيم على الإطلاق، وتطرق بكل وضوح إلى معالجة الملفات الداخلية في سوريا وأهمها ملف قسد، وملف السويداء، بالإضافة لمعالجة ملف النازحين واللاجئين في بقية الدول المجاورة، وخاصة تركيا ولبنان والأردن، وإيجاد حل لهذا الملف، والتحذير من تبعات تقسيم سوريا على دول الجوار والعالم.
وفيما يتعلق بالمباحثات السورية الإسرائيلية، وخاصة بعد الاعتداءات الأخيرة على سوريا بعد سقوط النظام، أكد الأطرش أن هذه الاعتداءات مرفوضة، وترفضها القيادة السورية، وجميع الدول نددت بهذه الاعتداءات.
الأطرش لفت إلى ضرورة أن يبقى الحوار هو الوسيلة الأساسية لحل النزاعات، وكذلك ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام 1974، مشددا على دور المجتمع الدولي في هذه الاتفاقية، وهذا ما أكد عليه الرئيس الشرع في كلمته في الأمم المتحدة، لتجاوز الصراعات والأزمات.
ومازالت المباحثات جارية بين سوريا وإسرائيل، وربما يعاد صياغة هذه الاتفاقية من جديد كون رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يعترف بها بعد سقوط النظام، والذي قال: إن هذه الاتفاقية موقعة مع نظام سياسي سابق، وإسرائيل بحاجة إلى إعادة توقيع مع الحكومة السورية الجديد، أو ربما تذهب إسرائيل إلى اتفاقية أمنية جديدة مع سوريا.
وكان الرئيس الشرع قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “لم تهدأ التهديدات الإسرائيلية بحق سوريا، السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا وشعبها، في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية، مما يعرض المنطقة للدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي”، مبيناً أن سوريا تسلك طريق الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة، وتتعهد بالالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وأنها تدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها، في مواجهة هذه المخاطر واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية”.