الثورة – ترجمة غادة سلامة:
من السمات غير العادية في ظل زخم الحرب الاقتصادية ضد روسيا، كما وصفها أحد المسؤولين الأوروبيين، أن هذه الحرب ارتدت على الغرب ونشأت أزمة الغذاء العالمية بسبب ذلك، حيث عطلت شحنات الأغذية والأسمدة من البحر الأسود، لكن يبدو أن الحرب الاقتصادية الأمريكية الأوروبية ضد روسيا (TEWAR) ستؤدي إلى تعميق هذه الأزمات المتعددة، وتحويل الاضطرابات المؤقتة إلى شبه دائمة، إعاقات ستؤثر أو هي أثرت فعلاً بشكل كبير على أوروبا التي تعتمد على روسيا في جوانب كثيرة من اقتصادها.
يطرح أمن الطاقة وتغير المناخ مجموعة من المآزق التي تعاني منها الدول الأوروبية اليوم، وهي تختلف اختلافاً كبيراً عن الجغرافية السياسية التقليدية، ومع ذلك كان للجغرافية السياسية التقليدية أهمية حيوية.
سيؤدي تغير المناخ إلى جعل بعض المناطق أكثر عرضة للجفاف أو العواصف الشديدة، ما يعرض الإمدادات الغذائية للخطر، ثم يرتبط سعر النفط والغاز الطبيعي ارتباطاً وثيقاً بأسعار الغذاء.
لم يكن هناك إجماع سياسي في الولايات المتحدة حول كيفية التعامل مع هذه المجموعة الرهيبة من المشكلات.
إن الاحتمال الخطير لـ TEWAR يهدد أمن الطاقة وأجندة تغير المناخ على حدٍ سواء، حيث تركزت اليوم على المواجهة المستمرة بشأن واردات الغاز والنفط الروسي إلى أوروبا.
أصوات صقور في أوروبا وأمريكا، مثل مجموعة العمل الدولية، تريد أن تسن “حظراً للنفط الخام والمنتجات النفطية والغاز والفحم الروسي، ما يحظر تدفقات الاستيراد والتصدير. ألمانيا ملتزمة الآن بدعم حظر على واردات النفط الروسية. يقول تقرير الطاقة الجديد أن “نهاية الاعتماد على واردات النفط الخام الروسي بحلول أواخر الصيف سيكون له أثر كارثي على أوروبا “.
كان المستشار الألماني أولاف شولتز أكثر حذراً في استعداده للتحرك لتقليص الواردات الروسية. بينما بدت الولايات المتحدة داعمة تماماً للتدابير القاسية في المراحل الأولى من الحظر، أشارت وزيرة الخزانة جانيت يلين إلى أنه على أوروبا توخي الحذر عندما تفكر في فرض حظر أوروبي كامل على واردات النفط على سبيل المثال”. مثل هذا الحظر من شأنه أن يرفع أسعار النفط العالمية “، وعلى عكس ما هو متوقع، قد يكون له تأثير ضئيل للغاية على روسيا، لأنه على الرغم من أن روسيا قد تصدر كميات أقل، فإن سعرها الذي تحصل عليه مقابل صادراتها سيرتفع”.
تلخص ملاحظات يلين بشكل جيد ما أصبح الهدف الأساسي للسياسة الغربية، وهو إيجاد طريقة لخفض عائدات روسيا “دون الإضرار بمصالح أوروبا ومصالح واشنطن من خلال ارتفاع أسعار الطاقة”.
ومع ذلك، من غير المرجح أن يتحقق هذا الشيء، لأن روسيا أفشلت كل خطط الإدارة الأمريكية ومعها أوروبا في هذا المجال.
بقلم:ديفيد سي هندريكسون
