أداة للناتو

كمن يريد أن يركب مطية دون أن يدخلها لحظيرته، هكذا يفعل الغرب بتركيا، يريد استخدامها وتسخيرها في خدمة آلته الحربية وحروبه، كما يحصل اليوم في حرب الغرب ضد روسيا على الأرض الأوكرانية، فطائرات (بيرقدار التركية) حاضرة في المعركة وفي خدمة الناتو والنازية الأوكرانية التي أصبحت السكين الحادة التي يزعج بها الغرب موسكو.
الغرب يستخدم النظام التركي في خدمة حروبه وأحلافه دون أن يدخلها في حظيرته الأوروبية، وربما جعل منها كبش فداء مقابل إدخال أعضاء جدد لحلف الغرب الأطلسي كما هي الحال مع فنلندا والسويد، فمشاكل نظام أردوغان أكثر من أن تعد وتحصى على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو يطمح أن يحلها مساوماً الناتو على مسائل انضمام بعض الدول لبوتقته.
يستغل أردوغان الحرب في أوكرانيا ويسوق نفسه بشخصية صانع سلام في المنطقة، حتى وهو يضاعف جهوده في انتهاك المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان على المستوى التركي.
الحرب في أوكرانيا منحت أردوغان الفرصة لوضع المزيد من معارضيه خلف القضبان، إلى جانب بيعه لطائرات بدون طيار للنظام الأوكراني، وهذا يؤكد أنه شريك للغرب لا غنى عنه في حروبه، ومع ذلك يكذب على نفسه والآخرين في تقديم نفسه وسيطا في الصراع، متجاهلاً أنه طرف إلى جانب الغرب في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
ومنحت الحرب أردوغان أيضاً مساومة استعراضية للناتو على ضم أعضاء جدد على خلفية الطلب المشترك من فنلندا والسويد للعضوية، واتضح موقف تركيا المعارض بشكل قاطع دخول البلدين في الحلف، لكن أنقرة أوضحت أن إمكانية التوصل إلى حل وسط لاتزال قائمة، وفي الوقت نفسه، استؤنفت التكهنات حول مستقبل تركيا نفسها في الناتو.
الغرب وحسب الوقائع وخدمة نظام أردوغان لحلفهم لن يضغط على تركيا لتترك الحلف، وسيترك لها الباب مفتوحاً للمساومة البهلوانية، ولكنه لن يعطيها أكثر مما هو يريد في الأصل، وسيقنع أردوغان بما يمليه عليه الغرب.
مساومة أردوغان ليست سوى مسرحية تركية سيئة الإخراج ، سيتفق في نهايتها مع أسياده في الناتو على بعض المكاسب التي لن تضر (الأطلسي) ودوله على أرض الواقع، وسيمضي الناتو في خططه، وسيكون على موسكو بذل جهود إضافية لكبح جماحه في سعيه لمزيد من العسكرة والتوسع وضم أعضاء جدد لحلف بغيه ضد موسكو ودول كثيرة في العالم.
وفي النهاية ما يفعله أردوغان ليس سوى حركات بهلوانية استعراضية تخدم تحركاته ضمن الوضع التركي الداخلي، فأمامه في العام المقبل انتخابات رئاسية صعبة للغاية، على صفيح المشاكل الاقتصادية الساخن، ولن يطمح أردوغان لأكثر من دعم مالي ونفسي من الغرب لإكمال الإطباق على منافسيه وخصومه في الداخل التركي، ولن يكون الغرب مضطرا إلى تقديم تنازلات كبيرة للنظام التركي كما يتوقع البعض، فالتابع لا يقدر على لي ذراع أسياده مهما امتلك من أوراق، لأنها مقروءة من جانب محركيه وبتفصيل يجعل منها حبراً رخيصاً على ورق مجرد من أي قيمة.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق