حلّت الفنانة اللبنانية نضال الأشقر ضيفة مكرمة على” ملتقى الإبداع” الذي يقيمه المعهد العالي للفنون المسرحية ويديره الناقد التشكيلي سعد القاسم، استعرضت خلال اللقاء مسيرتها المسرحية الطويلة التي بدأت من بيتها الذي كان أشبه بالمسرح، وكان يستقبل الكثير من الشخصيات السياسية والفنية الهامة.
ورغم أنها تابعت دراستها المسرحية في الأكاديمية الملكية البريطانية للفن المسرحي، واطلعت خلالها على تاريخ المسرح العالمي، وغاصت في عوالم أهم المسرحيين العالميين، لكنّها توقفت كثيراً عند مسرحيات المسرحي السوري سعد الله ونوس، وعشقت ما كتبه، وكرّست مسرحها لعرض أعماله بدءاً من طقوس الإشارات والتحولات التي أمضت أشهراً في قراءتها لتبني فيما بعد مسرحية تقوم على الارتجال، مروراً بمنمنمات تاريخية، وصولاً إلى الأيام المخمورة الذي يتربع على قائمة أحلامها في تقديمه على خشبة المسرح في أول فرصة تتاح لها.
كما أشادت بدورها بأعمال المسرحيين السوريين” فواز الساجر، ممدوح عدوان، وفايز قزق الذي تعدّه من أكبر الفنانين المسرحيين ممثلاً ومخرجاً، وهذا جميعه يؤكد دور المسرحيين السوريين في تحقيق النهضة المسرحية منذ عهد” أبو خليل القباني” حتى وقتنا الراهن.
ولكن المفارقة التي لاتزال تحطّ رحالها عند عدد من المسرحيين، هي هجرانهم للنصوص المحلية على أهميتها، واللجوء إلى النصوص العالمية المترجمة التي ربما لا تشبهنا فيما تطرحه من قيم ومفاهيم لا تمت لمجتمعاتنا بصلة، في الوقت الذي نملك مخزوناً مسرحياً كبيراً يشكل مادة دسمة تغني المسرح، وترضي أذواق الجمهور، وتكون لسان حاله، لأنها تنبع من واقعه وقضاياه الراهنة.
وربما المسابقات التي تطرحها وزارة الثقافة وبعض المؤسسات الثقافية من مثل اتحاد الكتاب العرب، يغني المشهد المسرحي السوري، ويسدّ ثغرة أزمة النصوص المسرحية، ويعيد للمسرح ألقه، وخصوصاً أن المسرح يشكّل في أهميته أحد أهم المنابر الثقافية التي تبث الوعي الجمعي عند الجمهور المتلقي، بما يخلقه المسرح من تفاعل مباشر بين النص والممثل من جهة، والجمهور المتلقي من جهة أخرى.
ولاشك التحفيز على الإبداع عبر المسابقات الثقافية سيؤتي ثماره في المشهد الثقافي كافة.