الملحق الثقافي:غسان شمه:
تتجاور الأعمال الفنية والإبداعية في تقديم رؤى الكتاب والفنانين في لوحة فسيفسائية يستفيد كل منها من الآخر بقدر محسوب فكثيراً ما شاهدنا أعمالاً روائية أو قصصية تتحول لأعمال سينمائية أو تلفزيونية تلقي الضوء على جانب من العمل المكتوب الذي يتحول لصورة لها عشاقها ومتابعوها في حالة بصرية قد تلعب دوراً في تقريب الفن الروائي، على سبيل المثال، من متابعي السينما أو التلفزيون..
بطبيعة الحال لكل من الفنون المقروءة أو المسموعة أو المشاهدة خصوصيتها الفنية وأدواتها التي تختلف في طريقة تقديمها لكنها في النهاية تسعى لمخاطبة متابعها بأسلوبها الفني الذي ينسج علاقته الخاصة مع المتلقي..
وإذا أردنا الذهاب إلى نماذج يمكن الإشارة إلى الكثير من الأعمال الروائية التي تحولت إلى أفلام في السينما العالمية والعربية والشواهد أكثر من أن تحصى، والأمر نفسه ينطبق على تناول التلفزيون والإذاعة لمثل تلك الأعمال..
وعلى الرغم من صعوبة نقل العمل الروائي، في بعض الأعمال، لكن ثمة إضافة يمكن أن تكون حاضرة على مستوى الرؤية والمعالجة والصورة البصرية التي أسرت وأثرت على المشاهد حين نقلت له بعضاً من الكتابات الإبداعية في هذا المجال..
ومع كل ما سبق قد تواجه الأعمال الفنية مشكلة تتعلق بمفهوم الخيال وقدرة الكاميرا على الذهاب بعيداً في هذا الإطار، فالأعمال المكتوبة تشارك المتلقي وتجعله مشاركاً في العمل نفسه من خلال الخيال غير المقيد بل إنها تطلق له المساحة واسعة للعبور إلى آفاق أخرى، في حين تقيده الصورة، نوعاً ما، بإطار ما تعرضه من رؤية المخرج ومساحة الكاميرا نفسها، فتأخذه إلى عوالمها هي..
وفي العموم تبقى النوافذ مفتوحة بين هذه الأنواع على نقطة أساسية وهي الغوص قدر الإمكان في مساحات الإبداع التي تميز كل منها..
التاريخ:الثلاثاء24-5-2022
رقم العدد :1096