تداخل الفنون الإبداعية ..انتشار واسع

الملحق الثقافي: فؤاد العجيلي :

في الحديث عن التكامل والتفاعل بين الفنون الإبداعية كافة ، تتضح أمامنا العديد من المشاهد الأدبية، حيث غدت الرواية فيلماً سينمائياً، واللوحة قصيدة، وذلك من خلال تداخل الفنون بين المرئي والمكتوب.
وفي حديثه للملحق الثقافي في صحيفة الثورة أكد الدكتور وحيد كبابة أستاذ النقد والبلاغة في كلية الآداب بجامعة حلب أنه مع التقدّم المعرفي والثقافي ظهرت في نظرية الأدب ظاهرة جديدة هي ظاهرة تداخل الفنون الأدبية، فصرنا نجد في العمل الأدبي الواحد تقاطعًا بينه وبين الأجناس الأدبية الأخرى، بل بينه وبين الفنون الأخرى، وإذا كان لكلّ فن خصائصه فإن هذا التداخل يقوم على انتقال تلك الخصائص إلى الفنّ المتأثّر أو المنقول إليه، وهذا يعدّ غنًى من جهة واختلاطًا وغموضًا على المتلقّي من جهة أخرى.

انتشار للأدب
وأضاف الدكتور كبابة: سأقتصر هنا على مثال واحد هو التداخل بين المقروء والمرئي، ولا سيما في الرواية، وكثيرة هي الأعمال التي انتقلت من الرواية والقصة إلى السينما أو التلفزيون، مثل هاملت، والبؤساء، وزوربا، واسم الوردة، وعناقيد الغضب، والعطر، وغيرها من الأفلام السينمائية التي استمدت نجاحها من نجاح الرواية، وهو أمر جيد إذ يعمل على انتشار الأدب وتعريف العامّة بعيون الأدب العالمي والمحلّي، فضلاً عمّا تقوم به التقنيّات المشارِكة من إضاءة وموسيقا في إضفاء البعد الجمالي على العمل. ولكنّنا مِن جهة ثانية نُفقد العمل الأدبيّ إيحاءه ومتعة التخييل القرائيّ فيه. أضف إلى ذلك أنّه قد يَخرج عن غاية المؤلّف الحقيقي إلى ما يتناسب مع تصوّر المُخرج وشروط الممثّل والمكان والإنتاج، ولعله لهذا السبب لم يلق فيلم شيفرة دافنشي شهرة الكتاب نفسها، فكانت معالجة النص أقرب إلى فيلم مغامرات، والطرح السينمائي لم يكن مناسبًا.

تحويل النص الأدبي لعمل سينمائي
هو افتراس للنص
وأوضح الدكتور كبابة أن نجيب محفوظ يعد من أهم الكتاب العرب الذين حظيت رواياتهم باهتمام كبار المخرجين السينمائيين الذين حولوا أعماله الروائية إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية أبرزها ثلاثيته (بين القصرين وقصر الشوق والسكرية)، وكانت رواية « بداية ونهاية » أولى رواياته التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي عام 1960، وقد شارك نجيب محفوظ نفسه في كتابة سيناريو بعض الأفلام السينمائية مثل «درب المهابيل» و«الاختيار» و«المذنبون»، كما حظيت روايات يوسف السباعي هي الأخرى بالاهتمام السينمائي كروايات «نادية» و«الليلة الأخيرة» و«اذكريني»، وكان لإحسان عبد القدوس النصيب الأكبر في تحويل رواياته إلى أعمال سينمائية، وللأديب السوري حنا مينه عشرات الأعمال الروائية التي تم تحويلها إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية، أهمها رواية «نهاية رجل شجاع»، ومن أهم الأعمال الروائية الفلسطينية التي حظيت باهتمام السينما رواية «رجال في الشمس» للكاتب غسان كنفاني، غير أن فئة من النقاد أمثال طارق الشناوي تذهب إلى أن تحويل النص الأدبي لعمل سينمائي هو افتراس للنص، وقد أشار الشناوي إلى أن الكاتب يوسف إدريس كان ينقد رواياته التي تتحول لأعمال سينمائية نقداً لاذعاً، وأن سيناريو فيلم «حادثة شرف» الذي كتبه جعل الفيلم سيئاً جداً لأنه كان يتدخل في كل التفاصيل، على أنّ أمرًا لا بد من ملاحظته في هذا المقام أيضًا هو تأثير المرئي على المقروء وعلى شروط الإنتاج الأدبي، حتى إننا بتنا نفكر ونتكلم بحسب توجيه المرئيّ تقليدًا متعمَّدًا أو لاشعوريًّا.

عصر جديد منفتح على العالم والفنون بكافّة أشكالها وهويّاتها
وختم الدكتور حديثه بالقول: في مقابل هذا الشد والجذب بين الكلمة والصورة برزت فكرة سينما المؤلف للتخلص من ارتباط السينما بالأدب، وفي العالم العربي، فقد تبنى المخرج عبد السلام شادي هذه الفكرة في فيلمه «المومياء» عام 1969، وهو مستوحى من قصة حقيقية مستعيناً بالأديب علاء الديب، وصُنِّف هذا الفيلم ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، مشيراً إلى أن لكلّ عصر رجاله ولكلّ زمن شروطه، ونحن أبناء عصر جديد منفتح على العالم والفنون بكافّة أشكالها وهويّاتها، لهذا لا بدّ مِن التوازن بين الهوية الشّخصية والهويّات الوافدة، والعمل على صياغة دستور جديد لعصر جديد نكون نحن فيه سادةً أيضاً بثقافتنا وانثقافنا.

التاريخ:الثلاثاء24-5-2022
رقم العدد :1096

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق