الثورة- تقرير لجين الكنج
بينما يخطط الاتحاد الأوروبي لحظر مشترياته من النفط الروسي بنهاية العام الجاري، مع استثناء قطاع الطاقة من العقوبات الاقتصادية التي طبقتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على المستوى الرسمي، ضاعفت روسيا من أرباحها الناتجة عن بيع الوقود الأحفوري للاتحاد الأوروبي، حيث تعتبر روسيا هي ثالث أكبر منتج للنفط على مستوى العالم، وهي أكبر مصدّر للمشتقات النفطية عالميًا، وثاني أكبر مصدّر للنفط الخام.
وخوفاً من حدوث أزمة طاقة في القارة العجوز، فإن شركات الطاقة الأوروبية رضخت على ما يبدو لمطالب روسيا بشراء الغاز الطبيعي عبر نظام دفع جديد يستخدم عملة الروبل، وفق ما أشارت إليه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
الصحيفة الأميركية أكدت في مقال لها، وفق ما ذكرته “روسيا اليوم”، بأن “شركات الغاز في دول الاتحاد الأوروبي التي تصنفها روسيا “غير ودية” انتهى بها الأمر بالاستسلام لمطالب موسكو ووافقت على دفع ثمن الغاز الطبيعي الروسي وفقا للنظام الجديد (بالروبل) خوفا من حدوث أزمة طاقة لديها، مخالفة بذلك تصريحاتها السابقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة “اتخذت لتجنب انقطاع الغاز، ومنحت الرئيس الروسي فلاديمي بوتين انتصاراً”.
وأشارت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تناقش تدابير لتقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة من روسيا، “لكن على المدى القصير هي تبذل جهودا كبيرة لتجنب أزمة طاقة”، لافتة إلى أن هذا الأمر كان أحد عوامل تقوية الروبل.
وذكّرت بأن إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى بولندا وبلغاريا توقفت بعد أن رفضت هذه الدول دفع ثمن الغاز بالروبل. وتابعت بالقول: يبدو أن معظم دول الاتحاد الأوروبي اتخذت مسارا مختلفا وتراجعت عن التصريحات التي تقول فيها إنها ترفض الابتزاز، وتصالحت مع الاتفاقات القائمة على أسس فنية جديدة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد أعلنت بشكل مفاجئ أمس رفض الاتحاد فرض حظر شامل وفوري على امدادات النفط الروسية مبررة التراجع في موقفها بالقول: إنه “إذا فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على النفط الروسي فإنه سيساعد موسكو على تحقيق إيرادات إضافية وقد يجعلها قادرة على نقل النفط الذي لا تبيعه إلى الاتحاد الأوروبي إلى السوق العالمية حيث سترتفع الأسعار وتحصل على مبلغ كبير مقابل ذلك”.
وسبق ذلك إعلان الحكومة الهنغارية رفضها لدعم خطة حظر النفط الروسي في شكلها الحالي، وأوصت برفع المسألة من جدول أعمال قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.