الثورة – جاك وهبة – ميساء الجردي:
ركز المشاركون في اليوم الثاني لمؤتمر الاقتصاد السوري الذي يقام في قصر المؤتمرات بدمشق تحت عنوان (آفاق ورؤى الاستثمار في مرحلة إعادة الإعمار) على دور المغتربين في الاستثمار وإعادة الإعمار ودور الشباب داخل البلد كجزء كبير وواسع يجب تأطيره وتمكينه ليأخذ دوره الفعلي في إعادة الإعمار، وضرورة التوصل بين المشاركين من مختلف الوزارات والجهات العامة والخاصة المشاركة في هذا المؤتمر الى توصيات وبرامج عمل تشجع وتدعم الإعمار في البشر والحجر.
وتناولوا دور الاستثمار في تلبية متطلبات التنمية الاقتصادية والسياسات والإجراءات التحفيزية لدعم الاستثمار والخطط والأهداف المستقبلية في هذا المجال وآليات جذب المستثمر من خلال تحسين البيئة التشريعية والبنى التحتية لموضوع الاستثمار وتقديم التسهيلات اللازمة له.
وفي الجلسة الأولى تحدثت الدكتورة سمر سباعي رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان حول أهمية هذا المحور الذي يركز على إعادة إعمار الإنسان من خلال التركيز على الشباب ككنز رئيسي لبناء سورية وجزء من واقع الاستثمار الذي يحتاج للمزيد من الاهتمام. مشيرة إلى ما حققه الاستبيان الذي أجرته الهيئة حول استجابة الشباب لبعض التساؤلات الهامة والذي بين أن 23% من المشاركين أكدوا على أولوية الدفاع عن البلد و42% على احترام القوانين و18.9% على ضرورة إعادة التأهيل والبناء.
وأكدت سباعي على أن 72% من الشباب يتوزع ما بين موافق وموافق جداً على أن فرصة العمل ستكون للشباب في مرحلة الإعمار القادمة.
الدكتور عبد الرزاق اسماعيل من قسم متابعة الشؤون الاقتصادية وإعادة الإعمار في وزارة الخارجية والمغتربين أكد على اهتمام الدولة بقضايا المغتربين السوريين ودورهم الريادي في بناء الوطن من خلال العرض الذي قدمه حول واقع المغتربين السوريين في أنحاء العالم وما يشكلونه من جوهر عملية إعادة الإعمار وهم الحامل الاستراتيجي لنجاحها وحجر الأساس فيها كونهم شريانا اقتصاديا لسورية منتشرا في جميع أنحاء العالم ويمكن ان يكون مؤثرا.. فالمغتربون السوريون هم صلة الوصل بين سورية والبلدان التي اندمجوا فيها وهم الممثلون الفعليون والسفراء الحقيقيون لسورية في تلك البلدان.
وبين عبد الرزاق أن المغتربين هم قوة سورية الناعمة في مجتمعات الاغتراب ودبلوماسيتها العامة وشبكتها للتغلغل في كافة المفاصل السياسية والاقتصادية والثقافية المؤثرة في تلك الدول لأن المغترب يبقى متحرراً من كل قيود العمل الدبلوماسي التقليدي فيكون له هامش اوسع للحركة متعددة الجوانب والاتجاهات والأبعاد ويبقى بنشاطه وتحركه أكثر مقبولية وربما مصداقية للتأثير في دوائر صنع القرار ومراكز القوى المؤثرة والنخب والأقساط الإعلامية والثقافية والأكاديمية لتغيير الصورة النمطية عن سورية وعن الدولة السورية وشرح حقيقة ما جرى ويجري من استهداف بعد حملات التشويه والتضليل التي استخدمت فيها مليارات الدولارات وأعتى المؤسسات الإعلامية الأكاديمية في العالم.
وبين الدكتور اسماعيل أن وزارة الخارجية والمغتربين مستمرة في العمل الحثيث لتعزيز الترابط والتفاعل الإيجابي بين الوطن الأم سورية وكافة أبنائها المغتربين المنتشرين في جميع أنحاء العالم من خلال متابعتها المتواصلة لعمل بعثاتها وسفاراتها في الخارج وتوجيهها لضرورة مأسسة وتفعيل عمل اللجان الاغترابية والمجالس وروابط الجاليات وإنشاء المزيد منها بغية تكوين إطار أوسع ورؤية أشمل عن الجسد الاغترابي بهدف جذب الاستثمارات بما يستجيب مع حاجات سورية للمرحلة المقبلة.
الدكتورة ربا ميرزا مديرة صندوق التعاضد الاجتماعي والتنموي أكدت على ان الشباب جزء كبير من الأسرة السورية ولهذا نحن نتوجه الى الاستثمار بالشباب وخاصة بعد ما خلقته الأزمة من متطلبات اقتصادية واجتماعية لهم. الأمر الذي جعلنا نحتاج لطرق غير تقليدية في معالجة مشكلاتهم والحفاظ عليهم من الهجرة وتأمين فرص العمل والتقليل من مشكلات الفقر. مشيرة إلى ضرورة دفع الفعاليات على مستوى الأحياء والمناطق لتشجيع الشباب وإعطائهم فرص عمل فعلية لتحسين ظروفهم.
وركزت ميرزا في توصياتها على تأمين شروط أفضل للتدريس وتطوير البنى التحتية للبحث العلمي . وأشارت على صعيد التنمية الاقتصادية الى الحاجة الى وضع خطط وبرامج لمشاركة الشباب في إعادة الإعمار وتطوير برامج التأهيل والتدريب، والقيام ببرامج توعية هادفة والاستفادة من إعادة طاقات الشباب والحفاظ عليهم والحد من الهجرة وخاصة بعد ان تم تسجيل هواجس الشباب وحاجاتهم من خلال دراسات واقعية.
وقدم الدكتور أنس يونس من بصمة شباب سورية رؤية حول أثر الشباب في إعادة الإعمار من خلال الدخول إلى مشكلاتهم الحقيقية. مشيرا إلى ضرورة وجود آليات عمل واضحة ومنظمة لعملهم في المرحلة المقبلة ووضع برامج للتواصل معهم وتدريبهم لكي تصبح الحلقة متكاملة. وبين يونس أن جوهر إعادة الإعمار يحتاج إلى المغتربين السوريين في كل مكان لكونهم شركاء اقتصاديين داعمين من كل أنحاء العالم. وخاصة ان إعادة الإعمار لا يقتصر على إعادة بناء الحجر وإنما يحتاج لبناء البشر .
و تحدث يونس حول أهمية قانون الاستثمار رقم ١٨ كخطوة أولى تحتاج للمزيد من الدعم وخاصة لشبابنا ضمن مجتمع الاغتراب من حيث تطوير آليات الاستثمار وتحسين البنية التحتية لذلك.
من جانبه بين تامر ياغي مدير مؤسسة الباشق المنظمة للمؤتمر أهمية إيجاد صيغة واضحة لدور الشباب في المرحلة المقبلة لتأطير عملهم في الاستثمار وفي إعادة الإعمار. وضرورة الاستفادة من الأدوار لكل شريحة بحسب الخبرات بشكل منظم. وخاصة أن الشباب السوري أبدع ويبدع في الكثير من المجالات.
وأكد ياغي على ضرورة تعريف المستثمرين ورجال الأعمال بفرص الاستثمار المتاحة في البلد وتسهيل المعوقات التي قد تواجه هذا الأمر في ظل الحصار الجائر على سورية. لافتا إلى أهمية العمل على بناء البشر مع التركيز على إعمار الحجر بشكل تشاركي بين القطاع العام والخاص والأهلي.
هذا ويستمر المؤتمر الذي يقام تحت رعاية وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية على مدى ثلاثة أيام.