اللغة والمجتمع…

الثورة – رشا سلوم:
ذات يوم كتب مستشرق عربي قائلاً: لم أر لغة أجمل من اللغة العربية، ولكني أيضا لم أر قوماً يسرعون بدفن لغتهم كما يفعل العرب..
ترى ما صحة هذا القول الذي يحفر ألف سؤال في الذهن ؟
هل فعلاً يعمل العرب على ذلك.. وكيف.. من المسؤول.. المؤسسات الثقافية والتربوية الحكومية أم المجتمع.. وكيف؟.. أسئلة لم تكن دون محاولات الإجابة عليها في ندوة عقدت بمجمع اللغة العربية في القاهرة، وكان ضيوفها من المبدعين وعلى رأسهم الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
* تعددت الإجابات..

ويمكن أن نقف عند ما قاله أحمد عبد المعطي حجازي حسب ما نشرته صحيفة أخبار الأدب المصرية… يقول حجازي إن: «علاقتى باللغة هى علاقة بذاتي، فحين أتحدث عن اللغة لا أتحدث عن موضوع أو شىء آخر بعيد عني، إنما أنا فى حديثي عن اللغة أترك نفسي كأني أحلم، أو أتمنى، أو حتى أتألم. هذه المشاعر هي التى كونت علاقتي باللغة، وأنا لا أتذكر نفسي فى لحظة من اللحظات كنت بعيداً عنها، حتى وأنا طفل وجدت فى بيتي صحفاً ومجلات صدرت فى الربع الأول من القرن الـ20، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات من بينها ديوان حافظ إبراهيم، وكتاب عن سعد زغلول.
تلك الثروة كانت موجودة منذ أن استطعت القراءة. انتظمت فى تلقي دروس القراءة والكتابة، وكذلك القرآن الكريم فى الكتّاب منذ كنت فى الرابعة من عمري، وحين صرت فى السابعة أتممت حفظ نصف القرآن الكريم، وفى التاسعة أتممت حفظه كاملاً، وقد أحسست لحظتها أننى امتلكت اللغة بأكملها، واجتهدت محاولاً فهم القرآن الكريم، واعتززت بامتلاكي هذه الإيقاعات التى لايعرفها إلا من امتلك هذا النص العظيم».
ويضيف حجازى أنه خلال تلك الفترة، أي أربعينيات القرن الماضي، كانت اللغة في وضع أفضل بكثير مما هي عليه الآن، إذ كان عندهم داخل مركز تلا بالمنوفية، أناس من غير المثقفين يحبون العقاد، ويحفظون شعره، وينشدون قصيدته فى رثاء مي زيادة: «كنت أجلس مع زملائي الذين ولدوا مثلي فى ثلاثينيات القرن الماضي، وأجدهم يتجادلون حول ما كتبه الرافعى والمنفلوطي، ولم نعرف نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم إلا بعد أن عرفنا الرافعي والمنفلوطى، وبعد أن حفظنا ودرسنا المعلقات».
وينهى حجازي حديثه قائلاً: «أتمنى أن تعود هذه السنوات التى تحدثت عنها، وأتمنى أن يعود احترامنا للغة العربية».
اما الروائية ريم بسيوني أشارت إلى حزنها خلال الوقت الراهن بسبب من يتفاخرون بأميتهم فى اللغة العربية، سواء فى القراءة أو الكتابة: «هذه الظاهرة غير موجودة في أي دولة فى العالم، فالمقومات الاجتماعية تشجع الفرد على الكلام باللغات الأجنبية، وعدم الاهتمام أساساً بالعربية، والمشكلة الأصعب التى تواجهنا يجب طرحها في سؤال مفاده: من يقرأ اللغة العربية خلال الوقت الراهن؟ وهناك مسؤولية على عاتق الكتاب والروائيين حالياً، وهي أن يجعلوا الشباب يقرؤون، وهذا الهدف ليس من السهل تحقيقه طالما أن اللغة ليست من المقومات التي يريد الفرد إتقانها، لأنه يرى أنها لا تدعمه في وضع اجتماعي أفضل، لذلك أتمنى أن تصبح اللغة العربية مصدراً للوجاهة، والفخر، وليست لغة نتكلمها فى نهاية أي حديث».
* رؤية واضحة..
أما الكاتبة هالة البدرى فقالت إنها لا تخشى أبداً على اللغة العربية خلال الوقت الراهن، ولكنها تعرف أننا فى حاجة حقيقية إلى معالجة العيوب التي تتم خلال التعامل معها داخل المجتمع.
تؤكد هالة أن علاقتها باللغة بدأت منذ طفولتها، أتيح لها الاطلاع على الكتب من خلال مكتبة وجدتها داخل منزلها: «كان أبي قاضياً، وفي وقت الغداء كان يلقي علينا الشعر، ويسمع معنا أغاني أم كلثوم، لكنه وجهنا دائماً أنا وأخي لإعراب الكلمات الموجودة في أغانيها. هذه الأمور علمتني كثيراً.. وأضافت لي في مرحلة مبكرة من حياتي».
وتقول إنها تعلمت أن الكاتب «أسلوب» إلا أنها فعلت عكس ذلك: «تصورت أنني يمكن أن أكتسب أسلوباً مغايراً فى كل مرة أكتب فيها عملاً جديداً، كنت أرفض فكرة الراوي العليم، لأني أحب التعمق فى الشخصيات ودراستها بالكامل قبل البدء فى عملية الكتابة، وبالتالي أفضِّل أن تتحدث كل شخصية عن نفسها، وليس من خلال الراوي العليم».
وتنهي حديثها بالإشارة إلى أن «اللغة هي وعاء الفكر»، وأن «الكاتب قادر على تكوين لغة مختلفة دائماً، لكننا بشكل عام نحتاج لتعريب الوسائط الحديثة، من خلال تقديم الأفلام بالعربية، وكذلك الحال مع أغاني الطفل» وأن «المدارس يجب أن تتبنى رؤية واضحة كي تتمسك الأجيال القادمة بلغتها الأم».
* صراع المتوازنات..
ومن الدراسات المهمة التي صدرت مؤخراً عن اللغة والمجتمع كتاب
ضمن سلسلة “قضايا لغوية” كتيب (العربية وصراع المتوازنات)، تأليف: د. محمد عبدو فلفل.

في هذا الكتيب ثلاثة مباحث:
الأول: العربية من وجهة موضوعية يعالج عوامل ثباتها وانحلالها.
والثاني: العربية في مهب السياسة، يناقش آراء المسدي في كتابه (الهوية العربية والأمن اللغوي).
والثالث: العربية من وجهة يابانية، يلقي الضوء على موضوعية المستعرب الياباني توشيهيكو إيزو تسو في حديثه عن العربية.
والجامع بين هذه المباحث الثلاثة معالجة المسألة اللغوية العربية معالجة تتحلى بالموضوعية والواقعية والتشخيص العلمي الرصين.
كتيب (العربية وصراع المتوازنات)، وهو تأليف: د. محمد عبدو فلفل، يقع في 94 صفحة من القطع المتوسط، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة