لطالما كان هناك شعارات وعبارات تسويغية في رياضتنا، يطلقها القائمون عليها بين الفينة والأخرى، وخصوصاً، قبل الاستحقاقات الرسمية الخارجية، وأبرزها، الحرص الشديد على النوعية، بعيداً عن الجانب الكمي؟! فالبطولات التي تشارك فيها ألعابنا على خجل واستحياء، ستحقق فيها نتائج طيبة وتتقلد الميداليات البراقة، فلا معنى للمشاركة من أجل المشاركة فحسب؟! إذ لابد أن تكون مشاركاتنا مثمرة وناجحة وذات غلال وفيرة، ترضي غرور عشاق رياضتنا ومسؤوليها على حد سواء..
ليت هذه التصريحات البراقة تصيب هدفها بدقة، لكنها محاولات يائسة لترقيع الأثواب البالية التي ترفل فيها رياضتنا، وسعي لصرف النظر عن التراجع الكبير الذي أصاب بعض الألعاب، وتحديداً، الجماعية، من كرة القدم إلى كرة الطائرة، مروراً بكرتي اليد والسلة!! والتي ستكون جميعها غائبة تماماً، عن دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي ستنطلق في مدينة وهران الجزائرية، في الخامس والعشرين من حزيران الحالي!!
غياب ألعاب الكرات عن هذه البطولة الإقليمية، ليس لأسباب تتعلق بصعوبة التأهل، أو لتوفير المصروفات وضغط النفقات، وإنما لعدم وجود منتخبات بالأصل لكرتي اليد والطائرة، وادمان كرتي القدم والسلة على النأي بالذات عن تسجيل حضورها، في تظاهرة رياضية، تضم منتخبات أوروبية وأخرى عربية عريقة ومتطورة…ناهيكم عن وضع شروط مسبقة لأي مشاركة خارجية، لضمان تحقيق نتائج جيدة، ومغبة التعرض لخسارات مؤلمة؟!!
ستة وعشرون لاعباً، يشاركون في سبع ألعاب مختلفة، رقم كافٍ، ليقول عنه مسؤولو رياضتنا، مشاركتنا نوعية، نهدف منها تحقيق مراكز متقدمة وميداليات؟!! على اعتبار أن التكلفة المالية ستكون باهظة جداً…هكذا تُقاس الأمور من منطلق الواقع، ومن منظار عملي بحت؟!!