قبل موسم حصاد القمح و الشعير كانت أسعار مادة “التبن” تلحق بقطار الأسعار الكاوية للاعلاف .. حيث تجاوز سعر الكيلوغرام عتبة ١٢٠٠ ليرة سورية.
و كان من المتوقع أن تعود الأسعار إلى حدودها الطبيعية مع موسم الحصاد .. غير أن هذا لم يحصل.. حيث يباع التبن حالياً بسعر ٧٥٠ ليرة سورية للكغ .. مما ينذر بتجاوز أسعار التبن حدود المنطق بعد أشهر!!
اليوم اسعار اعلاف الأبقار المرتفعة تهدد الثروة الحيوانية بالخطر بشكل مباشر!!
البقرة الحلوب تحتاج يومياً إلى نحو ١٥ كلغ من العلف بسعر يتجاوز ٢٠٠٠ ليرة سورية لاسيما و أن سعر كيس العلف وزن ٥٠ كليوغرام يبلغ حالياً ١١٠ آلاف ليرة.. وتحتاج أيضاً إلى نحو ٤ كيلوغرام من التبن بسعر ٧٥٠ ليرة سورية للكيلو
مما يجعل تكلفة تعليف البقرة تصل إلى نحو ٣٣ ألف ليرة سورية يومياً .. دون المصاريف الأخرى من طبابة بيطرية” أدوية”.
و بالمقارنة مع أسعار الحليب المنتج حيث يتم تسويقه من المربي بسعر ١٧٠٠ ليرة فقط!!.
يتضح أن هذه الثروة باتت مهددة بشكل كبير بالتراجع .. من ثم بخروج المربي منها.. وصولاً إلى العزوف عن هذه التربية.
فالمربي الذي يدفع نحو ٣٥ ألف ليرة يومياً سعر اعلاف للرأس الواحد.. و يجني أسعار الحليب لمدة أربعة أشهر فقط من البقرة لن يستطيع الإستمرار في التربية!!.
لانه في حسبة بسيطة تتضح المشكلة.. إذا كان الانتاج الوسطي للبقرة بين /٢٠/ كلغ من أين يمكن تحقيق الجدوى من هذه التربية ؟؟
بالتالي تشهد سوق الأبقار منذ فترة زيادة كبيرة في عروض البيع.. مع تراجع كبير في أسعار الأبقار!!.
و أخذ عدداً من المربين ببيع الأبقار الحلوب للذبح نتيجة عدم قدرتهم على الإستمرار في التربية.
لا بد من قيام الجهات المعنية من إيجاد صيغة عملية و سريعة تضمن حماية هذه الثروة .. و توفير الأعلاف في أسعار مناسبة للمربي.. و العمل على استيعاب كامل الإنتاج من الحليب في أسعار مشجعة للمربي على الإستمرار في التربية و الإنتاج.. قبل أن نتحول إلى مستورد كما حصل في عدد من المحاصيل.
أو العمل على رفع أسعار الحليب بما يتناسب مع التكلفة الحقيقية.. رغم أن ذلك سيرفع جميع أسعار منتجات الألبان بشكل يحمل المواطن أعباء إضافية على فاتورة طعامه اليومية.
ليتر الحليب دون عتبة ٢٠٠٠ ليرة بينما ليتر البنزين ٣٥٠٠ ليرة .. و عبوة المياه المعدنية ٢٠٠٠ ليرة!!.
لابد من حماية هذه الثروة و تنميتها و تطويرها فنحن بلد زراعي أولاً وأخيراً.