الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
بدأت قمة الأمريكتين التي نظمتها حكومة الولايات المتحدة يوم 6 حزيران في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، وثبت أن الحدث كان بمثابة فشل دبلوماسي كبير لإدارة جو بايدن.
فقد رفضت واشنطن دعوة الحكومات الاشتراكية لكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، واحتجاجاً على هذا الاستبعاد، قاطع رؤساء المكسيك وبوليفيا وهندوراس القمة، كما اختار رئيس غواتيمالا عدم حضورها.
وهذا يعني أن رؤساء الدول الذين يمثلون دول أمريكا اللاتينية التي يبلغ عدد سكانها الإجمالي أكثر من 200 مليون، وهي نسبة كبيرة من الأمريكتين، رفضوا حضور قمة واشنطن.
كان الغياب الأكثر أهمية هو رئيس المكسيك اليساري، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، المعروف باسم اختصار AMLO .
أوضح AMLO في مؤتمره الصحفي الصباحي في 6 حزيران “لن أحضر القمة لأنه لم تتم دعوة جميع دول الأمريكتين”.
وأوضح الرئيس المكسيكي: “أؤمن بضرورة تغيير السياسة التي تم فرضها منذ قرون، والإقصاء، والرغبة في الهيمنة، وعدم احترام سيادة الدول واستقلال كل بلد”.
وتابع لوبيز أوبرادور: “لا يمكن أن تكون هناك قمة للأمريكتين إذا لم تشارك جميع دول القارة الأمريكية، نحن نعتبر أن هذه هي السياسة القديمة للتدخل، وعدم احترام الدول وشعوبها”.
وانتقد AMLO الحزب الجمهوري الأمريكي لمواقفه “المتطرفة” ضد كوبا وسياساته العنصرية ضد المهاجرين.
لكنه أشار أيضاً إلى أن بعض الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي، مثل السيناتور عن ولاية نيو جيرسي بوب مينينديز، ساهموا أيضاً في “الكراهية” ضد كوبا والتدخل في الشؤون السيادية لأمريكا اللاتينية.
وأضاف AMLO: “أنا لا أقبل الهيمنة من أي دولة فجميع البلدان، مهما كانت صغيرة، حرة ومستقلة”.
قال لوبيز أوبرادور إن وزير خارجية المكسيك، مارسيلو إبرار ، سيحضر بدلاً منه القمة.
يعد غياب AMLO مهماً بالنظر إلى أنه بالإضافة إلى كون بلاده جارة أميركا بحدود طولها 3000 كيلومتر، فإن الولايات المتحدة والمكسيك هما أكبر الشركاء التجاريين لبعضهما البعض.
فالمكسيك هي ثاني أكبر دولة في أمريكا اللاتينية من حيث عدد السكان، كما أن لديها ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة.
كما انضم رئيس بوليفيا الاشتراكي لويس آرسي إلى AMLO في إدانة سياسة الإقصاء التي تتبعها حكومة الولايات المتحدة.
وأكدت وزارة الخارجية البوليفية في 6 حزيران أن آرسي لن ينضم إلى القمة أيضاً. وبدلاً من ذلك، سيحضر سفير البلاد لدى منظمة الدول الأمريكية.
وقال الزعيم البوليفي: “لقد حان الوقت لأن تضع حكومة الولايات المتحدة حداً للحصار الاقتصادي والتجاري والمالي العبثي والإجرامي الذي يثقل كاهل كوبا، فضلاً عن أكثر من 500 من العقوبات القسرية أحادية الجانب المفروضة على فنزويلا ونيكاراغوا”.
وأضاف:”مع الحصار والعقوبات، لن يكون من الممكن أبداً بناء مستقبل مستدام ومرن ومنصف في نصف الكرة الأرضية، كما تقترح القمة القادمة للأمريكتين”.
رئيس هندوراس زيومارا كاسترو قاطع القمة كما قاطعتها أيضا رئيسة هندوراس زيومارا كاسترو، وفي 28 أيار، غردت كاسترو “لن أحضر القمة إلا إذا تمت دعوة جميع دول أمريكا دون استثناء”.
في 6 حزيران، أوفت كاسترو بوعدها، وأكدت حكومتها أن وزير الخارجية إدواردو إنريكي رينا سيحضر بدلاً منها.
في حين أن غالبية القادة الذين لم يحضروا قمة الأمريكتين هم من اليسار، إلا أنه حتى رئيس غواتيمالا اليميني، أليخاندرو جياماتي، أعلن أنه لن يحضر.
وقد عاقبت الولايات المتحدة العديد من المسؤولين في حكومة جياماتي بسبب الاحتجاجات على سياسات إدارة بايدن.
كما هددت المجموعة الكاريبية ( CARICOM )، التي تمثل 15 دولة، بمقاطعة القمة إذا تم استبعاد كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، ومع ذلك، أكدت عدة دول في منطقة البحر الكاريبي أنها ستحضر.
تم الاتفاق على قمة الأمريكتين لأول مرة من قبل الولايات المتحدة في عام 1994، بعد نهاية الحرب الباردة الأولى، كطريقة لواشنطن لتوسيع هيمنتها في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
في نفس العام، وقعت الحكومة الأمريكية اتفاقية التجارة الحرة لشمال الأطلسي (نافتا)، وهي صفقة ليبرالية جديدة مع المكسيك وكندا، دمرت الاقتصاد المحلي للمكسيك وأججت موجة من الهجرة الجماعية.
إلا أن العديد من المنظمات الشعبية والحركات الاجتماعية اليسارية والنقابات العمالية قد نظمت قمة شعبية بديلة من أجل الديمقراطية للاحتجاج على قمة الأمريكتين التي نظمتها حكومة الولايات المتحدة.
المصدر:
Global Research