أيام قليلة وتنتهي امتحانات طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، وتتخفف الجعبة من أعبائها، وينطلق الأبناء نحو اللهو والعبث للتعبير عن حريتهم التي اجتهد الأهل في تقييدها ظناً منهم أنها الطريق الأمثل للتحصيل العلمي، وتسجيل الحد الأعلى من العلامات.
وربما اختار البعض الطريقة الأسهل للتعبير عن حريتهم، وهي تمزيق الكتب الدراسية، وجعلها كريش في مهب الريح، ما يؤكد أننا لم نستطع أن نؤسس لبرامج ترتقي بذاك الطالب ليكون كما نتمنى يحمل في أحلامه مشاريع بناء وتنمية ونهوض لمجتمعه.
وأظن أن الأهل قد نسوا في زحمة انشغالهم بالامتحانات” وما أدراك ما الامتحانات” نسوا أن يلقنوا أبناءهم دروساً في كيفية الحفاظ على كتبهم وعدم هدرها وبعثرتها لتكون في مهب ريح اللامبالاة وعدم الشعور بأهميتها، لتكون من جديد ملكاً لمن يليهم من زملائهم في الدراسة.
وبعيداً عن التعميم، وقريباً مما ينذر بظاهرة ليست صحيحة، نقف أمام مسؤوليات جسام، في كيفية استقطاب هؤلاء الأبناء على اختلاف شرائحهم، عبر برامج مدروسة تكرس قيم الانتماء، وأنشطة يعبرون من خلالها عن مواهبهم في أندية ثقافية ومسابقات تشجيعية وأنشطة رياضية.
فالشراكات التي تتم بين وزارة التربية وبعض المؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية، يمكن أن تتيح لهؤلاء الأبناء فرصة ذهبية للتعبير عن ذواتهم، وإظهار مواهبهم برعاية متخصصين من الأدباء والرياضيين وأيضاً المدرسين، ويمكن للمدارس نفسها أن تكون ملاذهم الآمن لقضاء عطلتهم الصيفية.
وبأسعار رمزية يمكن أن تقوم هذه الجهات برحلات ثقافية إلى بعض المعالم الأثرية والمواقع المهمة التي ماتزال الشاهد الحي على عظمة أجدادنا، علها تحرض في داخله مشاعر الفخر والاعتزاز بالقدوة العظيمة التي ينتمي إليها، وهو جزء من نسيجها الحي.
ولأن الكتاب خير الجليس، فلابد أن يكون حاضراً في جلسات قراءة وحوار بين هؤلاء الشباب من جهة وبين بعض الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي والتربوي من جهة أخرى، لحمايتهم من غزو بدأ ينخر عقولهم ويأخذهم إلى عوالم لا ينتمون إليه، فليكن زرعنا يانعاً، نجني حصاداً وافراً.